أعرب مسؤولون أمنيون وسياسيون عن اعتقادهم بأن معظم المقاتلين العراقيين الرئيسيين في الفلوجة ربما غادروا المدينة بالفعل لتفادي هجوم أميركي منتظر وانهم قد يختبئون ليعاودوا الهجوم فيما بعد. وأضافوا أن المقاتلين قد يعودون للهجوم حتى اذا سيطرت القوات الاميركية والعراقية على المدينة، مشيرين الى استئناف الهجمات أخيراً في سامراء بعد هجوم قاده الاميركيون على المدينة الشهر الماضي. وقال أحمد الخفجي، وهو مسؤول عراقي شارك في الجهود الرامية لايجاد حل سلمي مع المسلحين:"لا نتوقع أن نجد كثيراً منهم في الفلوجة. فهم يشنون حرب عصابات تقوم على الكر والفر". وأضاف أن الهجوم سيحرم أنصار صدام حسين من قاعدة رئيسية لعملياتهم، وسيزيد من صعوبة تنسيق عملياتهم مع المقاتلين الاجانب الذين يقول انهم تسللوا الى العراق. وقال الخفجي، الذي قاتل في انتفاضة مناوئة لصدام بعد حرب 1991"انهم يعملون في خلايا. لكننا سنمسك بهم. فهم يفتقرون الى غطاء طبوغرافي والى التأييد الشعبي". ولفت الى ان لدى المسلحين تمويلا جيدا، وهم قادرون على تجنيد مهاجمين انتحاريين. وأضاف:"هناك حد لما تستطيع أي دولة عمله في مواجهة القنابل الانتحارية. ليس بوسعنا حظر السيارات والناس". وقال انتفاض قنبر، المتحدث باسم"المؤتمر الوطني العراقي"الذي يتزعمه أحمد الجلبي، ان"مسؤولين سابقين في نظام حزب البعث هم الذين يوجهون حركة التمرد وليس المقاتلون الاجانب الذين استأجرهم البعثيون أحياناً". وأضاف:"تسلل البعثيون الى خارج الفلوجة. وماذا تتوقع؟ لقد ظل الاميركيون يهددون باقتحام المدينة لاسابيع". وقال:"على الحكومة أن تكسب الى صفها عشائر الفلوجة وأن تجند قوات أمن قادرة على مواجهة الارهابيين والا ستجد بين يديها سامراء أخرى". وحذر الناطق باسم"هيئة علماء المسلمين"محمد الفيضي من ان المقاتلين سيجدون من يستطيعون تجنيده ما بقيت القوات الاميركية في العراق. وأضاف:"لن يدهشني أن يكون المقاتلون قد غادروا الفلوجة. لكن الدمار الذي يلحقه الاميركيون بستين ألف مدني بقوا في المدينة لن يفضي الا الى المزيد من المقاومة". في غضون ذلك، اعلن قائد الشرطة في مدينة سامراء العميد شامل طالب اعادة استيعاب حوالى 500 من عناصر الشرطة الذين قررت قيادة محافظة صلاح الدين تسريحهم قبل خمسة ايام. وقال طالب ان"العناصر التي سرحت ستعود الى الشرطة بعد الاتفاق مع الاميركيين اعتبارا من الثلثاء". وافاد سكان ان القوات الاميركية كانت تنادي عبر مكبرات الصوت رجال الشرطة للعودة الى مراكزهم. يذكر ان القوات الاميركية والعراقية استعادت السيطرة على سامراء في ختام عملية عسكرية سريعة مطلع الشهر الماضي اسفرت عن مقتل 150 شخصا بينهم 130 مسلحاً. واعلنت الحكومة العراقية اواخر الشهر الماضي انها ستقوم بعمليات تطهير في صفوف الشرطة للتخلص من العناصر المشكوك في ولائها او تواطؤها مع المسلحين.