واصلت القوات الأميركية والبريطانية والعراقية هجومها على مناطق جنوببغداد خاضعة لسيطرة مسلحين مناوئين لها واعتقلت مئات العراقيين، فيما أعلنت مشاة البحرية الأميركية مارينز أنها عثرت على كميات من الأسلحة في مدينة الفلوجة"تكفي لاشعال تمرد واسع في أنحاء العراق". وجاء ذلك في وقت تبنت جماعة الاسلامي الأردني"أبو مصعب الزرقاوي"اغتيال ديبلوماسي أميركي في المنطقة الخضراء. دهم المئات من أفراد القوات البريطانية منازل من تشتبه في أنهم موالون للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وذلك في المرحلة الأخيرة من عملية مشتركة بقيادة الولاياتالمتحدة، تهدف الى ضرب معاقل للمسلحين في المنطقة الخاضعة لسيطرة مسلحين جنوببغداد. وفيما أكدت القوات الأميركية أن العملية العسكرية في جنوببغداد"انتقائية"وليست"كاسحة"كهجوم الفلوجة، أوضح ناطق باسم القوات البريطانية أن حوالي 500 جندي بريطاني فتشوا مجموعة من الفيلات الفخمة في طريق كان مسؤولو نظام صدام يملكون فيه بيوتاً لقضاء العطلات خارج العاصمة. وأكد أن هذه القوات اعتقلت 80 عراقياً وصادرت معدات يشتبه في أنها تستخدم لصنع القنابل. وزاد:"نأمل مع استمرار الضغط وبمساعدة مشاة البحرية الاميركية بأن نستعيد النظام ونجتث جذور المقاتلين". ويشارك في هذه العملية خمسة آلاف جندي أميركي اضافة الى قوات خاصة من الشرطة العراقية والجنود البريطانيين. وأغارت قوات أميركية وعراقية أيضاً على قرى في المنطقة خلال الليل. وشاهد مراسل لوكالة"فرانس برس"قافلة من 15 آلية عسكرية بريطانية تغادر المحمودية باتجاه الجنوب الى اللطيفية. وفي جنوبالمدينة، أقام عناصر الحرس الوطني العراقي والمارينز حواجز لمنع المقاتلين الذين يرتدون اللباس المدني من الفرار اثناء الهجوم على مواقعهم. في هذا السياق، أفاد الجيش الاميركي ان 116 شخصاً اعتقلوا في المنطقة منذ بدء العملية الثلثاء الماضي. وفي اللطيفية، سارت دوريات اميركية صباحاً في احياء البعث وسط والمزرعة شرق. وأصلحت وحدة من سلاح الهندسة في الجيش الاميركي للمرة الثانية الجسر الواقع على الطريق الرئيسية المؤدية الى مدينة النجف الشيعية. وكان مقاتلون عراقيون فجروا في غضون ثلاثة اسابيع هذا الجسر مرتين مرغمين سائقي السيارات على سلوك طرق أخرى تمر في المناطق الريفية حيث يفرض عليهم دفع اتاوات تحت طائلة التعرض للخطف او القتل. وأعلنت القوات الأميركية أن العملية ستستمر خلال الأيام المقبلة في شكل هجمات مركزة على مخابئ مشتبه بها. وأوضح الكابتن ديفيد نيفرز من وحدة الاستطلاع ال24 التابعة لمشاة البحرية الاميركية مارينز:"ليس هذا هجوماً كاسحاً يتميز بقتال ضار مثلما حدث في الفلوجة". وأضاف الضابط الأميركي موجهاً الحديث الى قواته في مدينة الاسكندريةجنوب:"خلال الايام المقبلة سننفذ عدداً من الهجمات المركزة جداً الهدف منها اعتقال أو قتل المسلحين في منطقتنا. إنها انتقائية أكثر من كونها كاسحة في طبيعتها... وتتميز بالدقة والصبر والمثابرة وهي أسس النجاح في وجه التمرد". في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول في بيان أن الديبلوماسي الأميركي جيم مولين اغتيل أول من أمس في المنطقة الخضراء وسط بغداد. وأعرب باول عن"حزنه العميق لعملية القتل هذه"، مضيفاً ان"تضحيات جيم لن تذهب هباء". وكان جيم مولين 48 عاماً المستشار الرئيسي في السفارة الأميركية لدى وزارتي التربية والتعليم العالي في العراق. وتزامن ذلك مع اعلان جماعة الاسلامي الاردني"أبي مصعب الزرقاوي"المرتبط بتنظيم"القاعدة"في بيان بث على موقع اسلامي على الانترنت مسؤوليتها عن قتل اميركي في بغداد يعمل"مستشاراً في وزارة التعليم العالي". وجاء في البيان الذي وقعه"الجناح العسكري في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"أن"أسد قاعدة الجهاد تمكن صباح اليوم من قتل احد العلوج الاميركان يعمل مستشاراً لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وذلك في بغداد". واضاف البيان الذي يتعذر التحقق من صحته ان"جند الجبار لا يزالون يحصدون رؤوس المرتدين والأميركان". من جهة أخرى، أعلنت قوات مشاة البحرية الأميركية انها عثرت في الفلوجة منذ بدء الهجوم عليها أسلحة تكفي لشن تمرد واسع في أنحاء العراق. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي عن مسؤولين أميركيين أن الاكتشاف"المذهل"لهذه الكميات الضخمة من الأسلحة، شمل قذائف وصواريخ ومواد لصنع المتفجرات. في هذا الاطار، أعلنت الشرطة العراقية في مدينة البصرةجنوب أنها أوقفت خمسة"ارهابيين"في جنوب البلاد كانوا ينشطون في الفلوجة قبل أن تستعيد القوات الاميركية السيطرة عليها. وأكد قائد شرطة البصرة العقيد محمد كاظم العلي أن"سعوديين اثنان وتونسيين اثنين وليبياً شاركوا في الاعمال الارهابية في الفلوجة وفي وسط العراق"اعتقلوا في القرنة. وأضاف ان"زعيم المجموعة سعودي يدعى محمد صالح عبدالرحمن، أما السعودي الثاني فيدعى باسم قصار والتونيسيان هما محمد رابح ووليد عمودي فيما الليبي يدعى محمد الهادي". وأشار قائد الشرطة الى توقيف"40 شخصاً من جنسيات عربية وافريقية وافغانيين". وأوضح أن"العرب يأتون من اليمن والسعودية وليبيا وسورية"، مضيفاً أن عدداً من العراقيين على صلة بهؤلاء الاشخاص أوقفوا بدورهم. إلى ذلك، صرح الناطق باسم الحرس الوطني في مدينة البصرة فراس التميمي بأن"ارهابيين"أوقفوا في مدينة الزبير التي تبعد 20 كيلومتراً جنوب غربي البصرة من دون أن يحدد عددهم. وأكد ناطق آخر باسم الحرس الوطني العراقي اعتقال 37 مقاتلاً عراقياً يتحدرون من سامراء والرمادي والفلوجة والموصل في مسجد للسنة في الزبير قرب البصرة. وأضاف أن القوات العراقية صادرت 67 ألف دولار وكميات من الأسلحة خلال الحملة. وفي بيجي شمال، أعلنت مصادر طبية أن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب أربعة آخرون بينهم طفل في اشتباكات بين القوات الأميركية والمقاتلين في المدينة. وأوضح شهود في بيجي أن اشتباكات"بين مقاتلين مسلحين وبين القوات الاميركية التي تتخذ من قائمقامية مدينة بيجي في وسط المدينة مقراً لها استخدم فيها المقاتلون قذائف صاروخية". وأضاف الشهود أن القوات الأميركية"أغلقت اثر هذه الهجمات كل الطرق المؤدية الى القاعدة الأميركية حيث مبنى القائمقامية، اضافة الى تنفيذهم حملة تفتيش ومداهمات واسعة شملت الاحياء المحيطة بالقاعدة". في سامراء، أكد مصدر في الشرطة المحلية العراقية أن عشرة عراقيين جرحوا في انفجار سيارة مفخخة. وأوضح المقدم صلاح حسن علي من شرطة سامراء أن"عشرة عراقيين أصيبوا بجروح في انفجار سيارة مفخخة بينهم ستة من عناصر الشرطة العراقية واربعة مدنيين". وتابع أن"السيارة انفجرت أمام دورية للقوات الاميركية والشرطة العراقية قرب مركز شباب في حي المعتصم وسط مدينة سامراء، ما أدى الى سقوط عدد من الضحايا". وتابع علي أن سيارة مفخخة ثانية انفجرت في سامراء شمال ما أدى الى مقتل سائقها الانتحاري. من جهة ثانية، أعلن مسؤولون في شركة الشمال النفطية أن مجهولين فجروا أنبوباً للنفط بين مدينتي بيجي وكركوك في شمال البلاد.