أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في افتتاح مؤتمر منع انتشار الأسلحة النووية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي تستضيفه سيدني على مدى يومين وتشارك فيه وفود ثلاثين دولة، ان الإرهاب النووي يشكل تهديداً حقيقياً، مؤكداً ضرورة التعديل الجذري لطرق السيطرة على المواد الانشطارية، ليشدد على أن "تهديد الإرهاب النووي حقيقي وراهن". وفي اشارة الى البرنامج النووي الذي تتهم ايران بامتلاكه، قال البرادعي ان دولة تمتلك اليورانيوم او البلوتينيوم المخصب "هي دولة تمتلك برامج نووية مستترة"، وقد تكون هناك ضرورة لسيطرة دولية على دورة الوقود النووي في المفاعلات المدنية. واضاف ان بلداً يمتلك اليورانيوم او البلوتونيوم المخصب يمكن ان ينتج سلاحاً خلال اشهر. وقال: "لا نريد ان نرى انفسنا خلال السنوات العشر او العشرين المقبلة في مواجهة اربعين او خمسين بلداً تمتلك البلوتونيوم او اليورانيوم الشديد التخصيب". ورأى البرادعي أنه "في اجواء ما بعد 11 أيلول، من المقلق جداً ان نرى بلداناً تمتلك اليورانيوم المخصب او ان نرى عدد البلدان التي تقوم بتخصيب اليورانيوم تتزايد طوال الوقت". وأضاف أن العمل الذي قامت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن برامج التسلح النووي المحتملة في إيران وليبيا، كشفت وجود سوق سوداء واسعة حقيقية للمواد المشعة، مشيراً الى وجود 630 حالة مؤكدة لتهريب مواد نووية ومشعة منذ 1993. وقال إن سوق بيع وشراء تلك المواد "يعتمد على الطلب". وأوضح البرادعي أن "السهولة النسبية لتشكيل شبكة دولية غير شرعية وتشغيلها، يدل في شكل واضح على أن النظام الحالي لمراقبة التصدير لم يعد ملائماً". مخاوف من الارهاب النووي وتتوقع الوكالة أربعة أنواع محتملة من الإرهاب النووي وهي سرقة الأسلحة النووية وصنع قنبلة نووية باستخدام مواد مسروقة وانتشار المواد المشعة وهجوم على منشأة نووية أو مركبة نقل. وأكد أن اكثر من عشرين من الشركات والأفراد شاركوا في عمليات التهريب التي سجلتها الوكالة، وفي معظم الحالات تواصلت هذه العمليات من دون معرفة الحكومات المعنية. وأضاف: "نحن في سباق مع الزمن لأن هذا أمر لم نكن مستعدين له". وقال البرادعي إن "الوقت حان لمراجعة فرضياتنا حول إمكانات الحصول على تكنولوجيا نووية"، معتبراً أنه "في مجتمع حديث يتسم بالمبادلات الإلكترونية للمعلومات وتداخل الأنظمة المالية والتجارة العالمية، أصبحت السيطرة على الحصول على تقنية الأسلحة النووية اكثر صعوبة". وحض البرادعي المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات للسيطرة على خطوات حساسة في دورة الوقود النووي من تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة البلوتونيوم. وقال انه يتعين فرض حماية أكبر كذلك على المفاعلات المخصصة للأغراض البحثية والطبية. وأضاف أن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكثر من خمسين مفاعلاً بحثياً في 15 دولة. الجحيم النووي من جهته، رأى وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر "إن الخطر المرجح واقعياً هو إمكان صنع ما يشبه قنبلة إشعاعية نووية ومتفجرات باستخدام مواد نووية"، مضيفاً أن ذلك "لا يعني بالضرورة قتل عدد كبير من الأشخاص في هجوم واحد كبير، وإنما التسبب في خوف وقلق كبيرين. وإذا وقع اعتداء استخدمت فيه مواد نووية، ستكون النتيجة هي شعور بتحول العالم إلى جحيم"، لافتاً على أن العالم كان "في سباق مع الزمن" لمنع وقوع المواد النووية في أيدي المنظمات المتشددة. واشار داونر الى ان منفذي اعتداءات 11 أيلول، فكروا في استهداف منشآت نووية أميركية. ووصف الكشف عن شبكة عبدالقدير خان ابو القنبلة الذرية الباكستانية الذي باع التقنية النووية لعدد من البلدان، بانه كان "جرس الانذار". واضاف ان "الكشف عن شبكة خان هو عامل تذكير بأنه في عالم ما بعد 11 أيلول، لا يوجد مجال للتسامح"، وأن "علينا ان نتصرف بحزم ضد تهديد الانتشار النووي".