تصدّرت تونس المقاصد السياحية التي يقبل عليها الجزائريون، وأظهرت إحصاءات تونسية حديثة أنها تستقطب 66 في المئة من السياح الذين يغادرون البلد المجاور إلى الخارج خصوصاً بعدما صارت البلدان الأوروبية تتشدد في منح التأشيرات للجزائريين. وتعززت حركة التبادل السياحي بتسيير رحلات جوية مباشرة بين المدن الجزائرية والمنتجعات التونسية. وتنطلق الرحلات من ثلاثة مطارات هي عنابة القريبة من الحدود المشتركة مع تونس والعاصمة الجزائر ووهران في الغرب لتحط في المنستير وجزيرة جربة والعاصمة تونس. وقال مصدر في الخطوط التونسية ل"الحياة" ان الشركة خصصت نحو سبعة آلاف مقعد هذا العام لرحلاتها الموجهة الى السياح الجزائريين بما فيها ثلاث رحلات تشارتر أسبوعية. كذلك استخدم الجزائريون الرحلات البحرية للسفر إلى تونس إذ سيرت شركة الملاحة التونسية رحلتين أسبوعيتين بين الجزائر العاصمة وميناء حلق الوادي الواقع في الضاحية الشمالية لتونس بواقع 1100 مسافر لكل رحلة طيلة فصل الصيف. إلا أن اكثرية الجزائريين يفضلون التنقل على متن سياراتهم لأنهم يزورون تونس مع أفراد أسرهم حتى في الخريف والشتاء. وقدرت الإحصاءات أعداد الذين يستخدمون سياراتهم بثمانين في المئة من السياح الجزائريين. ويقيم الجزائريون في فنادق من فئة ثلاث نجوم أو يستأجرون بيوتاً يقيمون فيها بنظام الأسبوع ويزورون المعالم السياحية والتاريخية بالإضافة الى التسوق. كذلك يأتي الليبيون في المراكز الأولى بين السياح الذين يترددون على تونس في كثافة، فهم يزورونها للعلاج أو الترانزيت مروراً إلى أوروبا أو لقضاء إجازة مع أفراد الأسرة في منتجع سياحي على ساحل البحر. ولوحظ أن المدن الجنوبية القريبة من ليبيا هي التي يقبل عليها الليبيون مثل صفاقس وجربة وصولاً إلى سوسةوالمنستير، أما في المدن الغربية القريبة من الحدود الجزائرية مثل باجة وطبرقة وحتى تونس فيكثر السياح الجزائريون ويمكن التعرف إليهم من خلال سياراتهم التي تحمل لوحات جزائرية. حملات ترويجية أما على صعيد السياح الأوروبيين فبعد التراجع الملحوظ للألمان منذ حادثة الاعتداء على كنيس الغريبة في جزيرة جربة سنة 2002 والذي قتل خلاله 14 سائحاً ألمانياً، تقدم الفرنسيون والإسبان إلى المراكز الأولى وتكثف إقبالهم على المنتجعات التونسية بفعل الحملات الترويجية التي تم تنفيذها في أوروبا. وأظهرت إحصاءات أعدتها وزارة السياحة التونسية أن أعداد السياح الإسبان الذين زاروا البلد خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية زادت بنسبة 50 في المئة قياساً على الفترة نفسها من السنة الماضية. وقام أخيراً 270 وكيل أسفار من مكتب IBEROJET للسفريات برحلة استطلاعية لثلاثة منتجعات تونسية هي حمامات في الشمال وسوسة في الوسط وواحة توزر في الجنوب للترويج لها في السوق الإسبانية. ويعتبر الإسبان أن أسعار الفنادق في تونس مغرية قياساً على بلدان الضفة الشمالية للمتوسط، إضافة إلى قرب المسافة الذي يجعل أسعار بطاقات السفر مقبولة. وتوقع رضا مامي مندوب مجموعة "إيبيروستار" الفندقية الإسبانية التي تدير فنادق عدة في تونس أن يتكثف الإقبال على الواحات التونسية لمناسبة نهاية السنة، وقال إن رحلات تشارتر سيبدأ تسييرها اعتباراً من أواخر الشهر الجاري بين توزر وكل من مدريد وبرشلونة. وأفاد "الحياة" أن تونس تحتل المرتبة الثامنة بين الوجهات السياحية التي يقصدها الإسبان لكنه توقع أن يتحسن الترتيب في السنة المقبلة. وقال مدير عام مكتب IBEROJET للسفريات فيسكنز ماينز ل "الحياة" ان الإسباني يزور تونس أولاً بدافع الولع بالبحر والشمس وفي الدرجة الثانية لزيارة متاحف ومواقع أثرية وفي الدرجة الثالثة للإقامة في الواحات الصحراوية. وأوضح أن الخطوط التونسية تنقل 100 ألف مسافر سنوياً بين المطارات التونسية والإسبانية. وفي سياق متصل لوحظت زيادة في إقبال السياح الأوروبيين على الحجز الأليكتروني، وأكد وكلاء مكاتب سفريات ل"الحياة" أن هذه الطريقة الجديدة مرشحة للانتشار لدى السياح الذين يعتزمون زيارة تونس لكنهم لم يعطوا تقديرات لحجم السياح الذين يحجزون بواسطة الإنترنت.