تشهد مطارات تونس ذروة الازدحام في شهري تموز يوليو وآب اغسطس من كل عام، ليس فقط بسبب كثافة إقبال السياح على زيارة البلد، وإنما أيضاً بسبب موسم عودة العمال التونسيين المهاجرين لتمضية اجازاتهم بين الأهل. وسعياً إلى تخفيف الازدحام، اقيمت مكاتب خاصة لاستقبال المهاجرين وتوجيههم في المطارات السبعة، فيما وضعت مديريات المطارات خططاً للتنسيق مع وكالات السفر التي تستقطب السياح من الخارج لتنظيم وصول الرحلات، لا سيما رحلات "تشارتر". وأفاد مصدر في وزارة النقل ان مطار جربة جنوب، ثالث مطارات تونس من حيث طاقة الاستيعاب، اخضع لعمليات توسعة شملت أساساً محطة المسافرين التي اضيفت لها قاعات جديدة لتخفيف الضغط عليها، سيما وأن عدداً كبيراً من سكان الجزيرة ومدن الجنوب يفضل العودة عبره لتفادي اجتياز الطريق الطويلة بين العاصمة تونس ومواطن أهاليهم في الجنوب. ومع ذلك، ما زال مطار تونس - قرطاج، الذي انشئ عام 1972، في مقدم المطارات التونسية، ليس فقط على صعيد طاقته الاستيعابية التي تقدر بأربعة ملايين ونصف مليون مسافر في السنة، وإنما لأنه استوعب الشهر الماضي أعلى نسبة من المسافرين الذين زاروا البلد 170 ألف مسافر. 5.3 مليون مسافر ويأتي مطار منستير الذي انشئ قبل مطار قرطاج 1968، في الرتبة الثانية على صعيد طاقة الاستيعاب المقدرة بثلاثة ملايين ونصف مليون مسافر في السنة. وهو يخدم مدناً سياحية كبيرة في مقدمها سوسة ومنستير ومهدية والقيروان، فيما يأتي مطار جربة 1970 في الرتبة الثالثة 5.1 مليون مسافر في السنة. وانشئت أربعة مطارات جديدة في الثمانينات والتسعينات لتسهيل الوصول إلى المناطق السياحية الداخلية، وهي مطارات دولية تستقبل رحلات مباشرة من أوروبا، لكن طاقة استيعابها ما زالت محدودة، إذ أنها تراوح بين 200 ألف مسافر في السنة صفاقس وطبرقة وقفصة و400 ألف مسافر توزر. ويتراجع خلال أشهر الصيف نسق الرحلات إلى منطقة الواحات ومركزها مدينة توزر، وكذلك إلى مدينة قفصة البعيدة عن البحر بسبب حرارة الطقس وقلة السياح الذين يقبلون على زيارتها، فيما يزداد الإقبال على المطارات الثلاثة الواقعة على السواحل، والتي كثفت شركة الخطوط الداخلية معدل الرحلات إليها. لكن هناك فرقاً شاسعاً بين مطار جربة جنوب ومطار طبرقة شمال والمنستير وسط، ففيما يستقبل الأخير نحو 60 طائرة في اليوم، تقتصر الحركة في طبرقة على رحلتين... في الأسبوع بسبب حجم المدينة الصغير. ولوحظ أن تنويع المطارات لعب دوراً في تنشيط الحركة السياحية في مناطق داخلية، ويستدل المراقبون بمثال مطار توزر الذي استقبل إحدى الرحلات الأولى لطائرة "كونكورد"، وشجع قربه من واحات الجنوب مشاهير السياسة والفن بمن فيهم رؤساء دول على تمضية اجازاتهم الخريفية في الواحات، حيث يكون الطقس معتدلاً. ولولا وجود المطار ما كانوا غامروا بقطع 500 كيلومتر من العاصمة تونس إلى الواحات عبر الطرق البرية. ويتوقع أن تتعزز البنية الأساسية في المطارات الرئيسية مع استعادة القطاع السياحي عافيته وتجاوز آثار أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر. وفي هذا السياق يجري العمل حالياً على انشاء مطار ثامن في منطقة "النفيضة" بين سوسة وحمامات بغية تخفيف الضغط عن مطار العاصمة الذي بدأ يصل إلى درجة التشبع. ويتوقع أن يكون جاهزاً سنة 2004 على أن يخدم المنطقتين السياحيتين اللتين تضمان ثلاثة أرباع فنادق تونس.