مدد خاطفو موظفي الاممالمتحدة المحتجزين في افغانستان منذ اسبوعين، مهلة تنفيذ قرار اعدام رهائنهم حتى غد الثلثاء، في اعقاب اجتماع سري استمر ساعتين بين وسيطين اثنين مثلا مجموعة "جيش المسلمين" الخاطفة ومندوبين عن السلطات والتي لم تعلن رسمياً اجراء المفاوضات. وأعلن الناطق باسم المجموعة الملا صابر مؤمن ان السلطات الافغانية ومسؤولي الاممالمتحدة وافقوا على تنفيذ بعض المطالب. وأوضح ان المندوبين الحكوميين تسلموا لائحة باسماء 26 معتقلاً من حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" تصر المجموعة على الافراج عنهم، في مقابل تحرير الرهائن. وطلب المندوبون الحكوميون مهلة يومين من اجل التحقق من تواجد المساجين في افغانستان او خارجها. وأشار مؤمن الى احتمال اسقاط بعض المطالب الاخرى للمجموعة والتي تشمل ايضاً رحيل القوات البريطانية وقوات الاممالمتحدة من افغانستان، في حال اطلاق سراح المعتقلين. وفي وقت استمر الخاطفون في تأكيد ان الرهائن الثلاثة، وهم: الايرلندية انيتا فلانيغن والكوسوفية شكيبة حبيبي والفيليبيني انخليتو نايان، يواجهون ظروف اعتقال صعبة ذات تأثيرات سلبية كبيرة على وضعهم الصحي، ناشد رجل اعمال يدعى بهجت باكولي باسم اصدقاء الرهينة حبيبي عبر كلمة بثتها قناة "تولو" التلفزيونية الافغانية الخاصة، الخاطفين إطلاق سراحها، وقال: "تعلمون انها مسلمة وتتحدر من اسرة متوسطة وجاءت من دولة فقيرة". ونفى باكولي الذي وصل الى كابول في محاولة للاتصال بالخاطفين، نيته التقدم بعرض مالي لضمان الافراج عن حبيبي. باكستان وفي باكستان، كشفت مصادر قبلية ل"الحياة" ان مفاوضات جدية تجري بين ممثلين عن الحكومة برئاسة العقيد المتقاعد يعقوب محسود، عديل القائد القبلي المتمرد عبد الله محسود ومندوبين عن الاخير من اجل ايجاد تسوية في شأن المواجهات المتبادلة في اقليم جنوب وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان. واعتبرت هذه المفاوضات الاولى التي تجريها الحكومة مع عبد الله محسود، بعدما كانت توعدت بقتله وتصفيته بسبب وقوفه خلف مخطط خطف مهندسين صينيين اثنين قبل ثلاثة اسابيع ومقتل احدهما، في وقت رجحت مصادر مطلعة ان يكون القائد القبلي نقل مقر قيادته إلى منطقة نانسوار النائية، بعيداً من اعين الجيش الباكستاني غير القادر على الانتشار في كل انحاء الاقليم الذي خرج عن سيطرته طوال ستين عاماً وحظي بشبه استقلال ذاتي. وجاء هذا التطور غداة ربط الرئيس برويز مشرف السلام في مناطق القبائل بتحقيق السلام في افغانستان، ما مثل بالنسبة للبعض اتهاماً غير مباشر للقوات الاميركية والأفغانية بالعجز عن انجاز مهمة كبح نشاطات مقاتلي "طالبان" والقاعدة" في مناطق جنوبافغانستان المحاذية للحدود مع باكستان. ويصل اليوم الى باكستان نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج، من اجل اجراء محادثات تهدف الى حض المسؤولين في اسلام آباد على مواصلة دعمهم الحرب على الإرهاب، وبحث التوتر الامني في المناطق القبلية التي تشكل بالنسبة الى واشنطن القاعدة الخلفية لنشاطات المنظمات المناوئة لها في الجنوب الأفغاني.