جاء شهر رمضان هذا العام وفي جعبته كالعادة مئات المسلسلات الدرامية، والبرامج الحوارية، والمقالب الاعتيادية التي يتكاثر عددها عاماً بعد عام بفعل الفضائيات العربية المتوالدة، لكن جديد هذا العام يتمثل في سجالين اختلط فيهما الفن بالدين، وانقسم بسببهما الكثيرون الى مؤيدين ومعارضين ومراقبين. السجال الأول فجّره المطرب البريطاني الاذربيجاني الاصل سامي يوسف 24 عاماً الذي حل ضيفاً على البيوت المصرية في هذا الشهر من خلال القنوات الفضائية الغنائية التي بذلت جهوداً حثيثة لتقليص اذاعة الاغنيات غير المناسبة لروح الشهر الكريم. ولاقت اغاني يوسف الدينية انتشاراً وشعبية كبيرين لدى الشباب "الروش" والملتزم دينياً في آن، لا سيما ان اغانيه مثل "المعلم" و"غار حراء" و"يا مصطفى" تتداخل فيها اللغتان الانكليزية والعربية، ويبدو نطقه للأخيرة "مكسوراً" وهي الطريقة التي يتصنعها احياناً ابناء الطبقات الارستقراطية لدى نطق العربية. ولاقى يوسف واغانيه هجوماً ضارياً من أوساط صحافية عدة، منها ما يعترض على تجرؤ اجنبي على الغناء باللغة العربية وهو لا يتقنها، ومنها ما يعترض لمجرد الاعتراض. المثير ان اعمال سامي يوسف الذي درس الموسيقى في الاكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، توزعها في مصر شركة للانتاج الاعلامي والتوزيع معروفة في مجال توزيع الشرائط الدينية التي توصف احياناً بالتطرف. روزنامة رمضانية من جهة اخرى، أثارت الاهتمام روزنامة رمضانية اصدرتها قناة "إقرأ" الفضائية الدينية تحت عنوان "إحنا في رمضان". وتتركز فكرة الروزنامة الى الكاريكاتير ورسوم للفنان محمد سامي الذي قدّمها بقوله: "فننا واعلامنا جزء أساسي من ثقافتنا وحضارتنا، ولولا شوية غلطات في بعض المواد الاعلامية والفنية ما كانش حد فكّر اصلاً في سؤال: "هو الفن صح ولا غلط؟".