مع حلقته الأولى في رمضان الجاري، توقع المهتمون ببرنامج "طاش ما طاش" أن يكون جزؤه ال12 الأكثر جرأة من بين حلقات السنوات الأخيرة، إذ تناولت هذه الحلقات في شكل جريء زواج المسيار، من دون الإشارة إليه، وكانت تحت عنوان "خطابة 700". ومعروف أن هذا النوع من الزواج محلل، ويدعى له من قبل بعض رجال الدين في السعودية. ومنذ يومين انتهى عرض البرنامج، وانتهت معه سلسلة من التوقعات والشائعات بإيقافه وتعرض أبطاله للتهديد. معظم السعوديين، بمختلف شرائحهم، كانوا ينتظرون الحلقات: متشددون ومحافظون وليبراليون وعامة الشعب، كانوا يتساءلون عن محتوى الحلقات التي استعرضت الصحف عناوينها وأفكارها، قبل رمضان. المسلسل كان حرم بفتوى صدرت تزامناً مع عرض جزئه الثامن قبل أربع سنوات. الفتوى صدرت من رئاسة إدارة البحوث والإفتاء في السعودية بتحريم مشاهدة البرنامج وانتاجه. ولا تزال حلقات "طاش ما طاش" حتى العام الجاري، تحظى بتحليل يومي في الصحف المحلية. إضافة إلى أن تلك الحلقات تأخذ وقتاً من المناقشات اليومية في رمضان بين أفراد العائلة أو المجتمع. ناصر القصبي أحد أبطال المسلسل ومنتجيه كان ولا زال يتسائل: "هل يعتبر أولئك الذين يكفروننا أننا نهاجم الدين ونهدمه؟ عبد الخالق الغانم مخرج "طاش" كتب لهذا العام حلقة تحت عنوان "وتبقى الحياة" تناولت المسلحين الذين يقومون بهجمات ارهابية في المملكة. الحلقة بدت مميزة بطابعها الإنساني، وأشارت إلى نضوج منتجي البرنامج، إذ كانت مثل باقي الحلقات لا تحتوي رأياً مباشراً بقدر ما تعرض حدثاً أو قضية وتترك للمشاهد البقية. وما إن عرضت الحلقة حتى راحت الأقلام تكتب في الانترنت والصحف أخباراً عن تهديدات بالقتل موجهة إلى طاقم المسلسل وعلى رأسهم مخرجه ومنتجوه وبطلاه القصبي والسدحان. الغانم قال ل"الحياة": "ليست المرة الأولى التي نتلقى فيها التهديدات عبر الانترنت، ولن تكون الاخيرة". لكنه نفى أن تكون هناك تهديدات مباشرة، موضحاً "أن ما يحدث مجرد هالة اعلامية، ولم اتلق تهديدات هاتفية او غيرها وكذلك القصبي والسدحان". وربما لم تكن التهديدات المشار اليها تُعنى بحلقة الارهاب التي سخرت من المسلحين الذين نفذوا التفجيرات، بقدر اهتمامها بحلقة "واتعليماه" التي اعتبر الكثيرون انها اهم حلقات هذا العام واكثرها جرأة. "واتعليماه" ناقشت مشكلة التطرف في شكل غير مباشر، مشيرة إلى ان المشكلة تكمن في قطاع التعليم الحكومي. على أي حال، ربما يعد "طاش" لهذا العام الأكثر أهمية من بين الأجزاء الماضية ليس لأنه تناول الإرهاب وقضايا مثل "ستار أكاديمي" و"سوبر ستار" والبرتقالة وغيرها، بل "لأن حلقات هذا العام تحديداً عرضت جميعها من دون استثناء، بحسب المخرج الغانم، إذ كان التلفزيون السعودي قد منع حلقةً، العام الماضي، تناولت تكفير بعض المتشددين اساتذة الجامعات، وتأليب بعض الشباب ضدهم وتحريضهم على قتل أولئك "الكفرة". وتسربت الحلقة عبر الانترنت والأقراص المدمجة.