أكدت مصادر البيت الابيض أمس ان الرئيس جورج بوش بدأ مساء امس مشاورات مكثفة في منتجع كامب ديفيد لإجراء تعديل على فريقه في البيت الابيض والخارجية والدفاع ووزارات اساسية اخرى وسط توقعات بهيمنة الصقور على مفاصل القرار. وفيما تركز الاهتمام على خيار بوش لمن يحمل حقيبة الخارجية خلفاً لكولن باول الذي ابدى رغبة في الانسحاب، تردد امس ان السناتور الجمهوري المعتدل جون ماكاين مرشح للإنضمام الى ادارة بوش الثانية. وفيما استبعدت المصادر التي تحدثت الى "الحياة" تعيين ماكاين في وزارة الخارجية او الدفاع بسبب صراحته الشديدة ومواقفه التوفيقية المعتدلة، رجحت ان يعرض عليه شغل موقع بارز في البيت الابيض. وذكرت مصادر مطلعة ان مستشارة الامن القومي كوندوليسا رايس، التي تعتبر من المقربين شخصياً للرئيس، اشترطت تسلم حقيبة الدفاع التي يشغلها الوزير دونالد رامسفيلد او اعفاءها للعودة الى العمل الاكاديمي. إلا ان المراقبين استبعدوا مغادرة رايس في حال عرض عليها الرئيس منصباً اساسياً. ومن المتوقع ان يعطي بوش اولوية لتعيين وزير جديد للخارجية وسط تجاذب بين كبار مستشاريه حول الشخص الامثل للمهمة. وفيما سعى المحافظون الجدد الى اقناعه بتعيين مساعد وزير الخارجية الحالي لشؤون الامن والتسلح جون بولتون، رجحت مصادر مطلعة ان يذهب المنصب الى المندوب الدائم لدى الاممالمتحدة جون دانفورث، بسبب صداقته الشخصية مع الرئيس، على رغم عدم استبعاد رايس او نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز كبدائل محتملة. وبحسب التقليد المتبع، من المقرر ان يقدم كبار المسؤولين في الادارة استقالتهم مع نهاية العام تمهيداً لإجراء تعديلات على الفريق الرئاسي. ويتوقع ان تكون استقالة النائب العام جون اشكروفت الاولى التي سيقبلها بوش، علماً بأن اشكروفت، المحسوب على اليمين الديني المتشدد، يعاني من مشاكل صحية. ولا يستبعد ستيفن هيس، الباحث في مؤسسة بروكينغز، ان يلجأ بوش الى تعيين لاري ثومسون، المساعد السابق لآشكروفت، نائباً عاماً، فيما رجحت مصادر اخرى تعيين المستشار القانوني في البيت الابيض البرتو غونزاليس، وهو من اصول لاتينية. واوضحت شيرلي آن وارشو، استاذة السياسات الرئاسية في جامعة غيتيسبرغ ان بوش، في ولايته الثانية، لن يحرص على التعددية والتنوع وسيسعى الى فريق اكثر انسجاماً بسبب تحرره من الحسابات الانتخابية في ولايته الاولى. وقالت: "حان وقت مكافأة الاصدقاء". وتردد امس اسم رودولف جولياني، عمدة مدينة نيويورك السابق لشغل منصب وزير الداخلية خلفاً لتوم ريدج الذي قرر الاستقالة لأسباب شخصية. ورشحت مصادر اخرى ولفوفيتز لخلافة رامسفيلد في وزارة الدفاع رغم ان الاخير اعرب عن رغبته في البقاء لإستكمال اعادة هيكلة الوزارة في اطار اعادة انتشار القوات الاميركية حول العالم. كما رشحت جولياني لخلافة اشكروفت. وفي حال مغادرة رايس للبيت الابيض، يعتبر نائبها ستيفن هادلي من ابرز المتنافسين على منصبها الى جانب ولفوفيتز الذي يعتبر مهندس فكرة اطاحة النظام العراقي. ويأمل المحافظون الجدد بأن يوافق بوش على تعيين اليميني بولتون، وهو مهندس سياسة نزع الاسلحة النووية في ايران وكوريا الشمالية، في منصب يرتبط بالامن القومي ما لم يحصل على وزارة الخارجية. غير انه قد يقبل بمنصب نائب وزير الخارجية في حال اصر ريتشارد ارميتاج، نائب الوزير الحالي، على ترك منصبه بعد مغادرة باول، الذي يعتبر من اصدقائه المقربين.