استقبل البابا يوحنا بولس الثاني رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي امس وأبلغه انه يأمل بأن تتمخض"المعاناة المأسوية في السنوات الأخيرة"عن عراق ديموقراطي متعدد الأعراق. وسيغادر الرئيس جاك شيراك بروكسيل اليوم قبل وصول علاوي لحضور القمة الأوروبية، لكن مكتبه نفى ان تكون مغادرته لتجنب لقائه. ودعا رئيس الوزراء العراقي في روما"الدول المتفرجة"الى المساهمة في إرساء الديموقراطية في بلاده. وقال البابا الذي كان معارضاً صريحاً لغزو العراق انه يصلي من أجل ضحايا الارهاب والعنف الوحشي ومن أجل الذين"يعملون بسخاء"لإعادة بناء العراق. وأ ضاف في كلمة قرأها نيابة عنه أحد مساعديه:"أود تشجيع الجهود التي يبذلها الشعب العراقي لإقامة مؤسسات ستكون ممثلة حقاً وملتزمة الدفاع عن حقوق الجميع". وزاد ان عملية اعادة البناء يجب ان تظهر"احتراماً كاملاً للتنوع العرقي والديني الذي كان دائماً مصدراً لثراء بلدكم". واجتمع البابا المريض، البالغ من العمر 84 عاماً، مع علاوي لمدة عشر دقائق تقريباً في مكتبته الخاصة في الفاتيكان. وقاد البابا قبل الغزو الاميركي حملة دولية في محاولة لتجنب الحرب وأرسل مبعوثيه الى الرئيس جورج بوش والرئيس العراقي السابق صدام حسين. ويشكل المسيحيون ثلاثة في المئة من سكان العراق وعلاقتهم جيدة عموماً مع المسلمين، وان كان بعض الهجمات التي وقعت حديثاً استهدف كنائس. الى ذلك، سيغادر شيراك القمة الأوروبية باكراً اليوم. ونفى مساعدوه ان يكون ذلك رسالة جفاء الى علاوي الذي انتقد موقف فرنسا من الحرب الاميركية. واغضب علاوي باريس حين قال في حديث صحافي ان موقف فرنسا المعارض للغزو الاميركي لن يحميها من الهجمات الارهابية. وأضاف مساعدو شيراك انه سيتوجه الى دولة الامارات العربية المتحدة لتقديم العزاء في وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. في روما، دعا علاوي في تصريح عقب لقائه نظيره الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني ما سماه"الدول المتفرجة"الى المساهمة في عملية ارساء الديموقراطية في العراق. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة الايطالية:"نحن مصممون على المضي قدما باتجاه الديموقراطية ودولة القانون. وانا في هذه المناسبة أتوجه الى الدول التي اكتفت بدور المتفرج طالباً منها المساعدة في بناء عراق افضل". وسيتوجه علاوي اليوم الى بروكسيل حيث يحضر القمة الاوروبية الملتئمة في العاصمة البلجيكية. وينتظر ان يؤكد الزعماء الاوروبيون الخمسة والعشرون التزامهم إعادة إعمار العراق.وتعكس الخطة الاوروبية الحد الادنى المقبول من الدول الاعضاء، بين تلك التي ساندت الغزو الاميركي والتي تريد الان وجوداً واضحاً للاتحاد الاوروبي في العراق، وأخرى تفضل موقفاً حذراً وبينها اسبانياوفرنسا والمانيا. واكد بيرلوسكوني التزام ايطاليا وقال:"ان روما موجودة في العراق مع جنودها الى حين انجاز التوجه الديموقراطي في اقصر فترة ممكنة وستبقى في العراق طالما رغبت في ذلك الحكومة الشرعية". من جهة اخرى اعلن بيرلوسكوني انه طلب من نظيره العراقي المساعدة في العثور على جثة الصحافي الايطالي انزو بالدوني الذي خطف وأعدم في العراق في اب اغسطس الماضي. الى ذلك، تعهد الاتحاد الاوروبي امس تقديم معونات مالية اضافية لدعم الانتخابات التي ستجري في كانون الثاني يناير في العراق عشية زيارة رئيس الوزراء اياد علاوي لبروكسيل لحشد الدعم لاعادة بناء بلاده. وخصص الاتحاد 16.5 مليون يورو 21 مليون دولار للمساعدة في تدريب 150 من مراقبي الانتخابات العراقيين والانفاق على الدعم بتكنولوجيا المعلومات وارسال خبراء أوروبيين الى بغداد. وقال مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد كريس باتن في بيان"الانتخابات ذات اهمية حاسمة لاحلال الديموقراطية والاستقرار في العراق". وقالت ناطقة باسم باتن ان الاتحاد الاوروبي حريص على ان تجري الانتخابات في شتى انحاء العراق رغم بواعث القلق الخاصة بالامن. وأضافت:"من المهم للغاية أن تجري في كل العراق". وبإضافة المبلغ الجديد يرتفع اجمالي المبلغ الذي تقدمه المفوضية الاوروبية لدعم الانشطة الانتخابية في العراق الى 31.5 مليون يورو ويرتفع اجمالي الدعم المالي الذي قدمه الاتحاد الاوروبي للعراق خلال عامي 2003 و2004 الى 320 مليون يورو.