سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى في بقاء الرئيس في البيت الأبيض دعماً للعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين أوساط شارون ترحب بفوز بوش باعتباره "أكبر صديق عرفته إسرائيل"
عكست عناوين الصحف الإسرائيلية أمس رضى واغتباط أقطاب الدولة العبرية بانتخاب الرئيس الأميركي جورج بوش لولاية ثانية، وكشفت حقيقة أن"بعض القلق"ساورهم من احتمال دخول المرشح الديموقراطي جون كيري إلى البيت الأبيض. وأجمعت على أن"بوش جيد لإسرائيل"، لتشير أيضاً إلى احتمال تبوؤ عدد من أكبر أصدقاء إسرائيل أرفع مناصب في الإدارة الأميركية المقبلة، لكن تعليقات صحافيين بارزين حذرت من أن يبدي بوش"الذي سيكون متحرراً من الحسابات الانتخابية"سياسة أقل تعاطفاً مع إسرائيل، فيطالبها بالايفاء بالتزاماتها بوقف الاستيطان وربما باشراك الفلسطينيين في تنفيذ خطة الانسحاب من غزة، خصوصاً إذا غيّب الموت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ونقلت"يديعوت أحرونوت"عن محيط شارون قوله إن"بوش جيد لإسرائيل"، وان فوز"الملك جورج"خبر جيد للشرق الأوسط بصفته"أكبر صديق عرفته إسرائيل منذ انشائها". وزفت"معاريف"لقرائها بشرى أن"الصديق باقٍ"، فيما اعتبرت"جيروزاليم بوست"الانكليزية فوز بوش"انتصاراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي"، وأشارت"هآرتس"إلى أن التحالف مع بوش كان في صميم استراتيجية ارييل شارون منذ توليه منصبه. وقالت إذاعة الجيش إن شارون"تنفس الصعداء"، وما كان ليتمنى"أسبوعاً رائعاً"كهذا:"اعيد انتخاب الرئيس بوش والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليس هنا، وزير المال بنيامين نتانياهو خصمه اللدود تجرّع المر وخطة الفصل حظيت بإقرار الكنيست، لا أروع من أسبوع كهذا". وأضافت الإذاعة ان شارون يرى في إعادة انتخاب بوش دعماً لسياسته القائمة أساساً على مواصلة العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ودفع خطته للانفصال الأحادي عن قطاع غزة، فضلاً عن التوافق في رفض اعتبار الرئيس عرفات شريكاً. وتابعت ان تل ابيب تستمد التشجيع ايضاً حيال التوقعات بتعيين ثلاثة من أشد المناصرين لها في واشنطن في مناصب رفيعة في اشارة الى مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ونائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز والسفير لدى الأممالمتحدة جون دانفورث المرشحين لمنصبي وزيري الدفاع والخارجية"ما سيساهم في دعم تطبيق خطة الانفصال من دون عثرات". لكن، اضاف المعلق في الشؤون السياسية، ثمة سيناريوات متوقعة"ليست وردية"تقلق صناع القرار في اسرائيل تقوم على افتراض تبني بوش وفريقه سياسة اكثر حزماً مع اسرائيل"خصوصاً انه في ولايته الثانية لن يحتاج الى الصوت اليهودي، بل سيعمل على دخول التاريخ"وانه لن يقبل بأن يواصل شارون العبث به في قضية اخلاء المواقع الاستيطانية العشوائية وإزاء احتمال بزوغ قيادة فلسطينية جديدة يتحتم على اسرائيل التعامل معها وتنسيق الخطوات المتعلقة بالانسحاب من غزة. ويتفق المعلق السياسي في"يديعوت احرونوت"شمعون شيفر مع زميله الاذاعي ويكتب ان شارون سيطالب بدفع جزء من الثمن الذي سيسدده بوش للأوروبيين لقاء المصالحة معهم وعدم الظهور من جديد بأنه يؤيد اسرائيل بصورة مطلقة. ويكتب بن كسبيت في"معاريف"، ان"بوش في ولايته الثانية قد يكون أخطر بكثير من بوش الذي عرفته اسرائيل حتى الآن، فهو ليس بحاجة الى المال والصوت اليهودي... يريد مصالحة العالم وإرضاء أوروبا والعالم الاسلامي، اما الثمن فهو بسيط - ضغط على اسرائيل - وبإمكان بوش ان يزود البضاعة على حساب اسرائيل". وبخلاف الرأي السائد لدى وزراء"ليكود"بأن الرئيس الاميركي لن يمارس ضغوطاً على اسرائيل توقع نائب رئيس الحكومة زعيم حزب"شينوي"يوسف لبيد ان تكون ولاية بوش"أقل وردية"بالنسبة الى اسرائيل، لأن أي رئيس أميركي يكون في ولايته الثانية محرراً من القيود والضغوط"ويقوم بخطوات لاستمالة مختلف الأطراف ليست محسوبة على أصدقائنا". وأضاف مستدركاً ان انتخاب بوش"جيد لإسرائيل"في كل الأحوال لأنه يضع في رأس سلم اهتماماته"الحرب على الإرهاب"، وهذا يتوافق تماماً ومصالح إسرائيل الحيوية"ثم أن فوز بوش كان أيضاً انتصاراً لأصدقاء إسرائيل في مجلس الشيوخ"، مقراً بأن قلقاً ساوره من احتمال فوز كيري"الذي لم يأتِ على ذكر إسرائيل في خطابه أمام مؤتمر الحزب، ولا أذكر مرشحاً للرئاسة في تاريخ الولاياتالمتحدة تجاهل إسرائيل كما فعل كيري". وزاد أن الخطاب المذكور بعث في نفسه"مخاوف من أن إسرائيل لا يمكنها أن تعتمد على كيري". وختم بأن بوش وسلفه بيل كلينتون هما أكثر الرؤساء صداقة وتأييداً لإسرائيل منذ اقامتها.