قال رئيس حزب الوحدة مبدر لويس ذو التوجه القومي الناصري في العراق ل"الحياة"ان"الاتجاهات السياسية المؤيدة لعلاقات قوية مع الدول العربية ستكون الغائب الاكبر في التحضيرات للانتخابات العامة مطلع السنة المقبلة". واضاف:"هناك نهج عام لتقويض نفوذ الاحزاب ذات التوجهات القومية العربية". ورأى ان"مواقف العالم العربي السلبية من القضية العراقية الراهنة وغياب اي دور عربي لدعم الحكومة، أدى الى تعزيز طروحات القوى المعارضة لعلاقات عربية - عراقية مميزة". وفي السياق ذاته، قال نبيل سليم رئيس قسم الدراسات السياسية في جامعة بغداد ل"الحياة"ان السياسات الخاطئة للنظام السابق افضت الى رد فعل عراقية مناهضة للاتجاه القومي. وزاد:"كما ان مواقف الحكام العرب غير الداعمة للأوضاع الجديدة في العراق ساهمت في بلورة هذا العداء". وأضاف:"من الخطأ ان يجري الحكم على الاتجاهات القومية العربية بسبب تصرفات بعض الاشخاص". واللافت في المشهد الانتخابي العراقي ان معظم الاحزاب والقوى السياسية استبعدت تماماً فكرة الانتماء القومي للعراق، كما جرى التركيز على المفهوم الداعي الى"عراق اولاً". وتعتبر القوى الكردية والشيعية اكثر القوى السياسية الساعية الى اضعاف الاتجاه القومي العربي، فالاكراد يحملون الدول العربية والنهج القومي المتشدد الذي اتبعه نظام صدام حسين مسؤولية الاضطهاد الذي تعرضت له مناطق كردستان طوال العقود الثلاثة الماضية كما ان محافظات الجنوب الشيعية تتهم فكر البعث القومي بأنه وراء قمع الشيعة بالطريقة التي جرى منذ الثمانينات من القرن الماضي. ومن جهة ثانية فإن بعض الاتجاهات في حزب البعث المنحل بدأ يعارض فكرة تأييد البعثيين او انضمامهم الى حزب"الوفاق الوطني"الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي لأنه يتبنى خطاً سياسياً لعزل العراق عن العالم العربي. ويعتقد محللون عراقيون ان صدمة الاحتلال الاميركي للبلاد قسم العراقيين الى مؤيد لهذا الاحتلال ومعارض له، وهذا الأخير يبدو ميالاً الى الفكرة القومية العربية نظراً الى مواقف معظم الدول العربية المؤيدة او المتعاطفة مع المقاومة العراقية. كما يؤمن الكثير من العراقيين بأن بروز ظاهرة ابو مصعب الزرقاوي وجماعته المسلحة لعب دوراً مهماً في تشكيل الافكار المعادية للعرب والدول العربية وسط اتهامات لدول الجوار بتصدير العنف الذي يحصد عشرات الارواح البريئة الى العراق. وأسهمت التغطيات الاعلامية للفضائيات العربية لأعمال النهب التي سادت المدن العراقية بعد دخول القوات الاميركية الى بغداد في نيسان ابريل سنة 2003، الى حد كبير في ظهور مشاعر النقمة على العرب والانتماء العربي.