نشرت "الحياة" في عددها الصادر يوم 25 تشرين الأول اكتوبر 2004 مقالاً تحت عنوان "أوروبا والحريات المغاربية" بامضاء مراسلها في تونس رشيد خشانة تحدث فيه عما وصفه ب"تردد الموقف الأوروبي من قضايا الحريات والمشاركة السياسية" في المنطقة المغاربية خصوصاً والعربية عموماً. ويتبين من خلال اسلوب المقال ان الصحافي لا يتردد - ضمنياً على الاقل - في دعوة الدول الأوروبية وخصوصاً منها فرنسا الى التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة لاملاء سياسات ترفضها الشعوب والحكومات على حد سواء كما ترفضها الحركات الوطنية. ويبدو ان السيد خشانة مستعجل هذه المرة على استيراد النماذج الديموقراطية الجاهزة علها تكفل له مقعداً في البرلمان، خصوصاً انه ترشح خلال الانتخابات التشريعية الماضية في تونس وأسقطته اصوات الناخبين. والسيد خشانة المراسل الذي له سابقة في نشر احداث لم تقع اصلاً لم يتردد في استباق نتائج الانتخابات الرئاسية في تونس حيث قدم للقارئ قبل الاعلان الرسمي عما ستفرزه صناديق الاقتراع نتيجة من تخميناته بعيدة عن النتيجة الحقيقية. ولم يكتفِ بذلك، بل تعمد التأكيد على عدم حضور المراقبين الدوليين والحال ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس حضرها عشرات المراقبين من مختلف الدول الأوروبية والعربية والافريقية ومن المنظمات الاقليمية وفي مقدمها وفد من الجامعة العربية الذي أشاد بشفافية سير الانتخابات. محمد بوقمرة المستشار الاعلامي - سفارة تونس في لبنان