يُقدر مصرفيون ان الاقتصادات الخليجية خسرت حتى الآن ما يصل الى متوسط 20 في المئة من دخلها من مبيعات النفط والكيماويات على مدى عامين نتيجة تراجع سعر صرف الدولار مقابل العملات الدولية الرئيسية. ويقول المصرفيون ان العائدات النفطية والمشتقات لدول الخليج سنتي 2003 و2004 في حدود 344 بليون دولار وعلى اساس ان الدخل من مبيعات النفط كان 140 بليون دولار العام الماضي، ويُتوقع ان يرتفع السنة الجارية الى 204 بلايين دولار نتيجة ارتفاع اسعار الخام والصادرات. وتعني هذه الارقام ان الخسائر الفعلية ستكون وصلت الى حدود 68 بليون دولار في المتوسط وهي مرشحة للارتفاع بنسب توازي الخسائر الاضافية لسعر صرف الدولار. وكان"مصرف الامارات الصناعي"قدّر اخيراً ان اسعار النفط ارتفعت السنة الجارية بنسبة 27 في المئة من متوسط 27.5 دولار الى 35 دولاراً للبرميل، الا انه قال ان عائدات دول مجلس التعاون الخليجي مرشحة للارتفاع 46 في المئة بسبب زيادة الانتاج لمواجهة الطلب المتنامي على النفط في الاسواق الدولية والحد من ارتفاع الاسعار فوق المعدلات المتفق عليها في نطاق منظمة"اوبك"، لكنه لم يُشر الى تراجع القيمة الحقيقية للنفط المسعر. وترتبط العملات الخليجية بالدولار الاميركي وكل تراجع في سعر صرف الدولار ينعكس حكماً على العملات الخليجية ما يعني ان واردات دول الخليج من الاسواق الرئيسية في العالم الدول الآسيوية والاوروبية زادت قيمتها بمتوسط نسبة 20 في المئة على مدى السنتين الجارية والماضية. ويصل متوسط واردات دول الخليج من اوروبا وآسيا الى حدود 70 في المئة مقابل 30 في المئة من الولاياتالمتحدة والدول المرتبطة عملاتها بالدولار. سجل اليورو اعلى مستوياته التاريخية مقابل الدولار وبيع في سوق لندن صباح امس عند 1.3329 دولار قبل ان ينخفض الى 1.3251 دولار عند الظهر بتوقيت غرينيتش وبعدما سجل في احدى فترات التعامل مستوى 1.3181 دولار اثر سريان اشاعات عن امكانات تدخل البنك المركزي الاوروبي وبنك اليابان في محاولة للحد من تراجع الدولار. ومع بقاء الاسواق الاميركية مغلقة بسبب عطلة عيد الشكر جرى تداول الدولار بسعر منخفض في طوكيو وسجل 102.39 ين بعدما بلغ 102.15 ين وهو أدنى مستوى له منذ آذار مارس عام 2000. وسجل الدولار في بداية التعامل في لندن مستوى 1.3181 ين لكنه ارتفع عند الظهر الى 1.0297 ين بعد الاشاعات. لكن المتعاملين في سوق لندن سرعان ما قالوا انهم لم يشهدوا أي بوادر على نشاط للبنوك المركزية يمكن أن يكون وراء"التحرك الجديد لسعر الدولار". وقال متعامل في مصرف لندني"كان مجرد تدخل وهمي". وقال متعامل آخر"قد يكون وراء الاشاعات مضاربون". وسجل اليورو ارتفاعاً قياسياً امس لليوم الرابع على التوالي. وجاء الارتفاع بعدما قالت صحيفة صينية"ان الصين تخفض أصولها بالدولار في احتياطاتها بالعملات الاجنبية، لكن المسؤول الذي نقلت الصحيفة عنه التقرير قال في وقت لاحق انه ليس على علم بأي اجراء حكومي في شأن الاحتياطات بالعملات الاجنبية ما ادى الى عودة الدولار الى الانتعاش. ومع"مرض الدولار المزمن"سجل سعر صرف الجنيه الاسترليني أعلى مستوياته منذ تسعة شهور لليوم الثالث أمام الدولار الضعيف، بعد صدور التقرير الصيني وارتفع سعر الجنيه الاسترليني الى 1.9040 دولار وهو أعلى مستوى له منذ شباط فبراير الماضي مقترباً بفارق نحو سنت واحد من أعلى مستوياته منذ 12 عاماً. وكان الدولار تضرر من تصريحات أدلى بها في وقت متأخر من مساء الخميس تشارلز بين، كبير الاقتصاديين في بنك انكلترا المركزي عن أن الدولار لا يزال امامه فرصة لمواصلة الانخفاض. وعند الظهر سجل الاسترليني مستوى 1.8932 دولار بعدما كان سجل ادنى مستوى عند 1.8828 دولار. وفي جانب الذهب تحدد سعر الاونصة في جلسة القطع الصباحية في لندن عند 451.55 دولار للاونصة ارتفاعاً من 451.15 دولار في جلسة القطع المسائية الخميس. وراوح سعره عند الاقفال في نيويورك بين 451.50 و452.25 دولار للاونصة. وكانت الاونصة سجلت في فترات التداول الصباحية مستوى 454.10 دولار للاونصة". من ناحية ثانية جدد وزير المال الياباني ساداكازو تانيغاكي تحذيره من ضعف الدولار مهدداً باتخاذ اجراءات تمنع التحركات المفاجئة لكن المتعاملين في السوق قالوا"ان مثل هذا التدخل الشفهي فقد تأثيره منذ فترة طويلة". وانتظرت السوق تصريحات جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي في ريو دي جانيرو مع خايمي كاراوانا محافظ البنك المركزي الاسباني وعضو مجلس البنك المركزي الاوروبي. وأصبح تريشيه الذي وصف تحركات اسعار الصرف بأنها"عنيفة"في وقت سابق هذا الشهر أكثر مسؤول تؤثر تصريحاته في الدولار. وكان من المتوقع أن يصفي المتعاملون مراكزهم قبل نهاية عمل الجمعة بسبب عطلة نهاية الاسبوع الطويلة في الولاياتالمتحدة ويقول الكثيرون ان انخفاض الدولار عن 102 ين و1.33 دولار لليورو"أمر وارد". وقال المحللون ان العملة الاميركية تأثرت كذلك بتكهنات باحتمالات رفع قيمة العملة الصينية. وتعرضت الصين لضغوط مكثفة لترفع قيمة عملتها الثابتة عند مستوى 8.28 يوان للدولار. وشكت دول مثل الولاياتالمتحدة من أن هذا سعر منخفض للغاية يجعل صادرات الصين رخيصة بشكل غير عادل.