حققت الفنانة منى عبد الغني شهرة في مجال الغناء لكنها سرعان ما تحوّلت الى التمثيل وشاركت في أعمال سينمائية ومسرحية كان آخرها فيلم "الباشا" أمام أحمد زكي ثم مسرحية "آلابندا" مع أحمد السقا وعلاء ولي الدين، قبل قرار اعتزالها الذي تقول عنه: "اتخذته فجأة ومن دون تردد وكنت افكر فيه بتشجيع من شقيقي منذ فترة طويلة". كانت منى حينئذ نجمة في صعود مستمر وتقف في الصفوف الاولى للنجوم الحاليين، لكنها بعد عامين ونصف عادت للظهور مرة أخرى من خلال التلفزيون كمقدمة برامج "دينية"، ثم ممثلة مرة اخرى، وتقول: "أنا مقتنعة بما أقدمه وما سأقدمه وأعتقد بأن الفن ظُلم كثيراً". ما بين الاعتزال والعودة عامان ونصف العام ماذا عن هذه الفترة؟ - بعد الاعتزال كنت أريد فقط أن أتعلم ديني وأنهل من علمه الكثير. وعشت حياتي بعيداً من الضغوط، ولكن لم أستطع ان أنهي علاقاتي بالفن نهائياً اذ بقيت أعمل معيدة في معهد الموسيقى العربية في قسم "الصوت اللفظي"، اذ جعلتني إجادتي للقرآن الكريم وتجويده أنجح في التدريس في هذا القسم الذي يعتمد على تعليم مخارج الألفاظ. ولكنك اعتزلت ونجمك في صعود قبل نجمات اليوم؟ - أنا منذ فترة طويلة أفكر في الحجاب والاعتزال وكان يحدثني في ذلك شقيقي، وحينها توفي وجدت نفسي أتخذ قرار الاعتزال وأرتدي الحجاب، وكان ذلك أثناء عرض مسرحية "آلابندا". أخذت القرار بمفردي من دون تردد او توجيه صديقات. كنت مرتبطة بمشاريع فنية. العودة مرة اخرى للفن كيف كانت؟ - البداية كانت من طريق الغناء في أوبريت "القدس حترجع لنا" وكان موقفًا وطنياً. الأغنية ليست راقصة أو تثير الغرائز ويومها لم يكن في حساباتي العودة للتمثيل الى ان جاء مسلسل "ابن ماجه" وعُرض عليّ، وهنا خُفت بشدة وبدأت أفكر ماذا افعل كي احافظ على ايماني؟ ثم مثلت بالحجاب الذي اعتز به فلم أقدم ما أخجل منه. وقدمت كذلك مسلسلات للأطفال وهي ايضاً لا اعتراض عليها الى ان جاء مسلسل "عيش ايامك" مع الفنان نور الشريف وكان الدور مناسباً لي ولشخصيتي بالحجاب هذا من دون ان يعني انني أشبه سميرة شخصيتي في المسرحية فأنا مثلاً لا يمكن أن أركب سيارة مع جار لي أو أرسل له ورداً في عيد ميلاده. ولماذا لم تعترضي على هذه الاشياء؟ - هي ضرورة للصراع الدرامي، ثم انا لا أقوم بدور داعية اسلامية وإنما أقدم شخصية اجتماعية. لماذا لا تظلي بعيدة من التمثيل بما انك حريصة على الجانب الايماني؟ - اي إنسان ملتزم يخاف من العودة الى التمثيل لئلا يخفّ ايمانه لكن ذلك لم يحدث معي. وفي رأيي لو كانت وسائل الاعلام موجودة أيام الصحابة لكانوا استفادوا منها في الدعوة. من جهة ثانية، الناس استقبلتني واحبتني ووجدت اعجابًا من فتيات بي، فلماذا اترك مكاني وحب الناس وتقديم أنموذج جيد للفن العربي وأجلس في البيت. رسالة وما الرسالة التي قدمتيها في"عيشك أيامك"؟ - ليست رسالة واعتبرها أكثر بداية لعودة جيدة لم تنقص من قدري أو عِزّة نفسي، وهي فرصة للوجود مع فنان كبير، ولي طموحات كثيرة سأسعى في المستقبل لتقديمها. وأرى أن المسلسل العصري له تأثير أسرع وأقوى لدى الجمهور في توصيل رسالة هادفة، وهناك ملتزمون في الفن ولكننا لا نعرفهم وأعتقد بأن الوسط الفني "انظلم" لأنه مثل أيّ مهنة اخرى فيها السيئ والجيد. هل كنا نحتاج في هذه الفترة الى أنموذج الممثلة المحجبة؟ - الحجاب الآن في ازدياد ولذلك يجب ألا يكون مصدر إعاقة للفنانة. وحتى نوضح للآخر الإسلام ومعانيه الخالدة يجب ألا نخاف من الحجاب. وهناك مثلاً إيران حيث الحجاب طبيعي لدى جميع الفنانات. هل عودتك ستشجع الفنانات المعتزلات على العودة مرة أخرى؟ - لا أعرف. كل واحدة حرة في أن تعود أو لا، فهناك من يعتبرن انهن سيفتنّ لو عُدن للفن مرة أخرى! أنا سعيدة ومقتنعة بما أفعله وأمارس حياتي بشكل عادي وأذهب مع اولادي الى النادي والسينما. إذاً أنت تتابعين السينما الآن؟ - لا أترك أي فيلم تقريباً وتعجبني الافلام الكوميدية، وأخيراً أعجبني فيلم محمد سعد "عوكل". هل تقبلين العودة الى السينما والمسرح؟ - نعم، اذا كان هناك دور مناسب لي حتى لو في فيلم كوميدي. وكذلك في المسرح، هناك محمد صبحي يقدم أعمالاً جيدة. والغناء؟ - صعب جداً لأن أغاني القديمة كانت لا تحث على الفضيلة أما اليوم فمن الصعب أن أجد كلمات ملائمة ولحناً بعيداً من التمايل، من هنا أكتفي بالغناء لأطفالي أو مع صديقاتي. ولماذا العودة بكثافة؟ - صدفة ولم تكن مرتبة حتى انني رفضت أعمالاً لمحجبة سلبية. ماذا عن طموحك الآن وماذا عن الفارق بينه وبين طموحك الماضي؟ - أنا الآن لا آخذ الموضوع على أعصابي مثل زمان ولا احزن أو أتصارع على عمل فني. في الماضي كانت المنافسة على اشياء دنيوية مثل الملابس، وماذا يريد الجمهور، لذلك أنا سعيدة لاعتزالي الغناء لانه جاء في وقت مناسب وأنا نادمة لأنني لم اهتم بديني وطاعة الله مبكراً.