تحدت السلطات الأوكرانية أمس، المجتمع الدولي و"عاصفة" المعارضة داخلياً، ومضت قدماً في الإعلان رسمياً عن فوز رئيس الوزراء الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش بالرئاسة، في مواجهة منافسه الليبيرالي فيكتور يوتشينكو الذي يحظى بتأييد الغرب. لكن الولاياتالمتحدة اعلنت، على لسان وزير خارجيتها كولن باول، انه لا يمكنها ان تعتبر النتائج "شرعية"،وطالبت باجراء فوري في هذا الشأن. وحث باول الزعماء الاوكرانيين على "الاستجابة فورا" لهذا الطلب، مهددا ب"عواقب" في العلاقات بين البلدين. راجع ص 8 وتجاهلت اللجنة الانتخابية بذلك، مطالب أوروبا والولاياتالمتحدة بعدم إعلان النتائج في انتظار التحقيق في شكاوى التزوير وعدم اكتمال الإجراءات المناسبة للاقتراع، التجاوزات التي أكدها المراقبون الدوليون. وجاء الإعلان بعد تهديد الاتحاد الأوروبي بقطع علاقاته مع أوكرانيا، وتحذيره من اندلاع مواجهات داخلية بين السلطات وأنصار يوتشينكو الذين نزلوا إلى الشوارع بالآلاف لليوم الثالث على التوالي أمس، مهددين بعصيان مدني. وفي سياق الاقتراحات لمعالجة الأزمة، دعا الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما إلى إجراء محادثات عاجلة بين أطراف النزاع، لكنه انتقد إعلان يوتشينكو فوزه أمام البرلمان، ووصفه ب"مهزلة سياسية" يمكن أن تكون لها عواقب خطرة. وأبدت المعارضة عزمها على المشاركة في المحادثات، قبل أن يقترح زعيمها يوتشينكو تنظيم دورة ثانية جديدة للانتخابات الرئاسية "شرط تبديل أعضاء اللجنة الانتخابية". ويتوقع أن تلقي هذه المسألة بظلالها على القمة الأوروبية -الروسية المقررة في لاهاي اليوم، في حين يحرص زعماء الاتحاد على تجنب أزمة مع الرئيس فلاديمير بوتين، بسبب الأهمية التي يعلقونها على التعاون مع موسكو، على رغم الخلافات في شأن الديموقراطية وحقوق الإنسان في روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة. وأعربت الولاياتالمتحدةلروسيا عن امتعاضها من التعليقات التي أدلى بها مسوؤلون روس كبار ومن بينهم بوتين، هللوا فيها بنجاح يانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية.