خطت "قمة اوديسا" التي جمعت رؤساء روسيا وأوكرانيا ومولدافيا خطوة جديدة نحو ما وصفه المراقبون ب"سياسة التكامل الاقتصادي" بين دول الاتحاد السوفياتي السابق، فيما اعتبرها معارضو الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما محاولة من موسكو للتأثير في مجرى الحملة الانتخابية البرلمانية التي دخلت مرحلتها الحاسمة في اوكرانيا. وكانت القمة التي جمعت اول من امس في مدينة اوديسا الأوكرانية كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه الأوكراني ليونيد كوتشما والمولدافي فلاديمير فورنين اثارت تساؤلات عدة كونها عقدت قبل اسبوعين من توجه الناخبين الأوكرانيين الى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد في ظل حملة انتخابية ساخنة يشغل موضوع التقارب مع روسيا حيزاً مهماً فيها. وعلى رغم اعلان موسكو وكييف ان المحادثات تركزت على تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، رأى فيها مراقبون محاولة للتأثير في سير الانتخابات خصوصاً ان الوفد الروسي ضم مدير الديوان الرئاسي الكسندر فولوشين وهو احد مهندسي سياسة الكرملين ومعروف بابتعاده عن الأضواء وقلما رافق الرئيس في زياراته الخارجية. وأجرى فولوشين تحركاً نشطاً في اوديسا وأجاب عن أسئلة الصحافيين حول العلاقات الروسية - الأوكرانية. وقال فولوشين ان موسكو ترحب بالتعاون مع جميع القوى الأوكرانية التي تدعو الى تعزيز العلاقات مع روسيا، وأنها لا تجري اي اتصالات مع زعيم المعارضة فيكتور يوشينكو، مشيراً الى أن كتلة "اوكرانيا لنا" التي يقودها يوشينكو تضم شخصيات تعارض بقوة سياسة التقارب مع موسكو. ورأت المعارضة في حديث فولوشين محاولة مباشرة للتأثير في الناخبين خصوصاً ان استطلاعات الرأي اكدت ان غالبية الأوكرانيين يؤيدون سياسة التقارب مع روسيا. واعتبرت مصادر المعارضة ان القمة الثلاثية تهدف الى تعزيز فرص كتلة "من اجل اوكرانيا واحدة" التي يقودها كوتشما في الفوز بالانتخابات، واتهمت موسكو بالتدخل في الشؤون الأوكرانية الداخلية. ومعروف ان كوتشما الذي كان يقود سياسة تقوم على التوجه الى الغرب بدأ في الآونة الأخيرة سياسة نشطة للتقارب مع موسكو، وهو ما ظهر من خلال نتائج القمة التي اسفرت عن بيان مشترك للرؤساء الثلاثة حول تنشيط العمل من اجل التكامل الاقتصادي بين دول الاتحاد السوفياتي السابق، وأُعلن في هذا الإطار عن احتمال انضمام اوكرانيا الى دول مجموعة التعاون الاقتصادي التي تضم الى روسيا كلاً من قيرغيزيا وطاجيكستان وبيلاروسيا وكازاخستان. ووصف بوتين نتائج القمة بأنها "مهمة"، وقال إن الرغبة في توسيع مجموعة التعاون الاقتصادي تعد اشارة جيدة وتصب في مصلحة دول المجموعة. وكلف الحكومة الروسية اعداد دراسة في هذا الشأن. وإضافة الى توسيع مجالات التعاون الاقتصادي ركزت القمة على خطوط امداد الغاز والكهرباء التي تمر في الأراضي الأوكرانية والمولدافية الى أوروبا والتي كانت حتى الآن نقاطاً خلافية بين الجانبين.