شهدت مدينة رام الله في الضفة الغربية امس سلسلة من اللقاءات اجراها كل من رئيس السلطة الفلسطينية الموقت روحي فتوح ورئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء. والتقى كل من فتوح وقريع مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز للاعداد لترتيبات زيارة وزير الخارجية كولن باول الى الاراضي الفلسطينية قادما من اسرائيل التي وصل اليها مساء امس. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة للصحافيين في اعقاب اللقاء الذي جمع فتوح وبيرنز في مقر المجلس التشريعي في رام الله، ان بيرنز اكد حرص الولاياتالمتحدة على اجراء الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في موعدها المحدد. وأضاف ابو ردينة في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية وفا ان الجانب الفلسطيني اصر على ضرورة ان تكون هناك انتخابات تعطي الشرعية للرئيس الفلسطيني المقبل، مطالبا الولاياتالمتحدة بالعمل في اتجاه قيام اسرائيل بخطوات تسهل اجراء الانتخابات، مثل اطلاق المعتقلين والاسرى والانسحاب من قطاع غزة، وهو امر"نرحب به، مع انه لا يكفي". واشار الى ان الجانبين الفلسطيني والاميركي بحاجة الى المزيد من اللقاءات لايضاح الكثير من القضايا، مشددا على انه لا بد من اعادة الحوار الفلسطيني - الاميركي على اسس اكثر جدية، وهذا ما تعهد بيرنز بنقله الى الادارة الاميركية. من جهته، قال بيرنز:"انا هنا اليوم ضمن ترتيبات زيارة باول يوم غد للاراضي الفلسطينية، ولارسال رسالة دعم اميركية للفلسطينيين، ودرس امكان العمل معا والتقدم الى امام". واضاف:"انا هنا بالتحديد لايضاح الدعم الاميركي القوي للانتخابات الرئاسية الفلسطينية في التاسع من كانون الثاني يناير المقبل"، مؤكدا ان بلاده مصممة على عمل كل ما يمكن لدعم هذه العملية. واشار الى دعم بلاده اي خطوات اسرائيلية لتسهيل الانتخابات الفلسطينية، معتبرا ان نجاح الانتخابات والانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة هما خطوتان مهمتان في اتجاه تطبيق خطة"خريطة الطريق"التي توافق عليها المجتمع الدولي للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل وفي اتجاه انهاء الاحتلال وانجاز حل الدولتين. وقال بيرنز:"نعلم ان هناك تحديات وعقبات في الطريق، لكن الولاياتالمتحدة مصممة على عمل كل شيء لتخطيها. ونحن ندعم ايضا خطوات اسرائيل اللازمة لتسهيل الانتخابات". يذكر ان الولاياتالمتحدة كانت تقاطع الرئيس الراحل ياسر عرفات وتساهم مع اسرائيل في عزله في المقاطعة. قريع ولارسن كما التقى قريع المنسق الخاص لنشاطات الاممالمتحدة في الاراضي الفلسطيني مبعوث الامين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن في مقر رئاسة الوزراء امس. واعتبر لارسن في اعقاب الاجتماع ان"ما تحتاجه المنطقة هو برنامج للتهدئة يقوم على أساس انشاء مجموعة تهدئة مشتركة من الفلسطينيين والاسرائيليين والمجتمع الدولي"، في ما بدا انه محاولة من جانبه لاستثمار المناخ السائد في اعقاب رحيل عرفات. ورأى لارسن ان البرنامج الذي يطرحه سيقود حتما الى انتخابات فلسطينية حرة ونزيهة بدعم من المجتمع الدولي ومن دون أي تدخل في القضايا الداخلية الفلسطينية او الاشخاص الذين سيجري انتخابهم لخلافة الرئيس الراحل عرفات. وقال ان هذه الرؤية تمثل رأي الاممالمتحدة في اجتماع اللجنة الرباعية الذي سيعقد خلال الايام القليلة المقبلة. وأضاف في تصريحات نشرها وكالة"وفا"انه توجد رؤية مشتركة بينه وبين رئيس الوزراء الفلسطيني في شأن القضايا المشتركة المتعلقة بما سيحدث مستقبلا من اجل احياء عملية السلام. وطالب المجتمع الدولي المساعدة بكل السبل الممكنة في اجراء الانتخابات وتقديم كل الموارد الضرورية لها ومراقبتها وتقديم الدعم للسلطة كي يساهم في تحسين الاوضاع المعيشية للفلسطينيين في الضفة وغزة. وفي خطوة لافتة، طالب لارسن اسرائيل باتخاذ كل التدابير اللازمة لانجاح الانتخابات الفلسطينية المقبلة والانسحاب من المدن التي احتلتها في الضفة الغربية وازالة الحواجز العسكرية لتنظيم انتخابات حرة وعادلة، مشددا على ان لا تقوم اسرائيل باي شيء قد يؤثر على سير الانتخابات الفلسطينية بأي شكل من الاشكال.