فرضت الحكومة الاسرائيلية قيداً جديداً على القيادة الفلسطينية المحاصرة في مقرها في مدينة رام الله بعدم السماح لاعضاء هذه القيادة الموجودين خارج المقر من الوصول اليه والمشاركة في اجتماع عقد بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومساعد وزير الخارجية الاميركي ويليام بيرنز. وجاء ذلك وسط تزايد القلق الفلسطيني على سلامة الرئيس عرفات الذي يتباحث الاسرائيليون في شأن مصيره بين خيارين هما: إما الإبعاد الى خارج الأراضي الفلسطينية أو الى قطاع غزة. وعلمت "الحياة" ان الادارة الاميركية تراجعت عن ايفاد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه جورج تينيت والمبعوث الاميركي الخاص الجنرال انتوني زيني الى المنطقة، فيما قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي كان وعد بإيفاد المسؤولين لاستكمال مهمته الفاشلة سيعود الى المنطقة في الخامس من الشهر المقبل. ورأى الفلسطينيون ان هذه الخطة الاميركية تعطي الفرصة كاملة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لإنهاء تنفيذ مخططاته ازاء الفلسطينيين قيادة وشعباً. وجاء بيرنز الى رام الله والتقى الرئيس عرفات وخرج من دون علم الطاقم التفاوضي الفلسطيني. وجرى اللقاء في الوقت الذي كان يعلن فيه وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه، وهو أحد أعضاء الطاقم المفاوض، عن "إلغاء" الاجتماع بسبب منع سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعضاء الطاقم من المشاركة فيه. وأعلن نبيل أبو ردينة من داخل المقر المحاصر ان عرفات اكد لبيرنز ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من كافة المدن والقرى الفلسطينية، مضيفاً ان المسؤول الاميركي اكد التزام الادارة الاميركية بتزامن المسارين الأمني والسياسي في جهودها السياسية. واعتبر الجانب الاسرائيلي عقد اللقاء في غياب اعضاء الطاقم التفاوضي الفلسطيني "خطوة" على طريق نزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية وتشديداً للحصار المفروض على عرفات الذي تعد له المخططات الاسرائيلية عملية ابعاد قسري إما الى قطاع غزة أو التخلص منه "جسدياً" من خلال التحضير لاقتحام المقر الذي تم عزله تماماً عن باقي مدينة رام الله حيث يقع. وصرح نبيل أبو ردينة من داخل المقر المحاصر بأن عرفات أكد لبيرنز في اللقاء ضرورة الانسحاب الكامل من المدن والقرى الفلسطينية، مضيفاً ان المسؤول الاميركي اكد التزام الولاياتالمتحدة بالتعامل في آن واحد مع المسارين الأمني والسياسي في اطار جهودها. ووصف بيرنز اللقاء بأنه "مفيد وبناء"، موضحاً ان الاجتماع جاء استمراراً للمحادثات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي الاسبوع الماضي. وفي غضون ذلك، حذر وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني من مساعي اسرائيل لخلق "فوضى عارمة" في الأراضي الفلسطينية من خلال التقويض الكامل ونزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية واحياء "الإدارة المدنية" الذراع الادارية للحكم العسكري الاسرائيلي الذي كان سائداً قبل اتفاقات اوسلو. وفي خطوة وصفها الفلسطينيون بأنها "خطيرة" أعلن قائد ما يسمى "المنطقة الوسطى" في الجيش الاسرائيلي يتسحاق ايتان عن أمر عسكري يقضي ب"وضع اليد" على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في سلفيت التي تقع، وفقاً لاتفاقات اوسلو، تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة مناطق أ. ويشكل هذا الاجراء احياء فعلياً للحكم العسكري الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وامعاناً في إلغاء ما تبقى من اتفاقات اوسلو، في اطار ما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون في شأن "المرحلة الثانية" من حربه "على الارهاب". وتشمل هذه "المرحلة" اقامة مناطق عازلة في محيط التجمعات السكنية والأراضي الفلسطينية لتحويلها الى كانتونات معزولة من دون تواصل جغرافي في ما بينها. واكد شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي أقام مثل هذه المناطق العازلة في محيط قرية فرعون شمال الضفة الغربية.