تساءل مسؤولون في الإدارة الأميركية عن سبب عدم نظر الأوروبيين في ما إذا كانت إيران تجمع بين برنامجي النووي والتسلح، على رغم المعلومات التي جمعت على مر سنوات في شأن الملف النووي الإيراني من جهة، وبرامج التسلح من جهة أخرى. ويطرح العجز عن الإجابة عن هذا التساؤل عقبة أمام جهود إدارة الرئيس جورج بوش في سعيه إلى الضغط على الحكومة الإيرانية. وكان وزير الخارجية كولن باول تحدث مطلع الأسبوع عن معلومات إستخباراتية عن تطوير إيران برنامجاً يمكن الصواريخ التي تنتجها من حمل رؤوس نووية، الأمر الذي نفته طهران، فيما شكك مسؤولون أميركيون في صحة معلومات باول، لا سيما أنه استقاها من مصدر واحد. ودافعت الولاياتالمتحدة عن الاتهامات التي وجهها باول الى ايران ونفت الشكوك التي احاطت بصدقية معلومات مخابرات جمعتها عن الجمهورية الاسلامية. وقال الناطق باسم الخارجية آدم إيرلي إن الخط المتشدد الذي تنتهجه واشنطن يأتي في إطار استراتيجية يمكن أن تساعد الأوروبيين الذين يتفاوضون لإقناع إيران بتعليق بعض الأنشطة النووية. وأضاف ثاني أكبر ديبلوماسي أميركي: "نعتقد اننا نقف على أرضية صلبة للغاية عندما نشير الى الجهود السرية التي تقوم بها إيران لتطوير أسلحة دمار شامل ونظم نقل هذه الأسلحة". من جهته، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن معلومات باول "جيدة بما يكفي للحديث عنها". لكن خافيير سولانا مسؤول شؤون السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي شكك في المزاعم الاميركية. وقال بعد اجتماعه مع وزيرة الخارجية النمسوية ارسولا بلاسنك انه تحدث مع باول في شأن تصريحاته. وأضاف: "تحدث باول عن صواريخ، والصواريخ يمكن أن تكون نووية أو غير نووية. وفي هذه المرحلة ليست لدى الإيرانيين أسلحة نووية ولذا من المستحيل استخدام صواريخ مزودة أسلحة نووية". وقال نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج إن موقف الولاياتالمتحدة جعل مفاوضات الأوروبيين أكثر فاعلية، معتبراً أن حوافز الأوروبيين يمكن أن تنجح فقط إذا كانت الولاياتالمتحدة قوية وحازمة في شأن هذا القضية. وكانت الأممالمتحدة أعلنت عام 2003 عن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، لتجري السنة الماضية تحقيقات عميقة في البرنامج النووي الإيراني الذي تقول طهران إن أهدافه مدنية. غير أن المحققين أعلنوا أخيراً عن عمل طهران على تكنولوجيا مركزية تعتمد لإنتاج أسلحة مزودة باليورانيوم تستخدم في صناعة قنابل نووية بحسب ما أعلن ديبلوماسيون غربيون. وقال ديبلوماسي في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "الإيرانيون ينتجون سداسي فلوريد اليورانيوم مثل الجحيم ... الماكينات تعمل". تظاهرات "مجاهدين خلق" وفي واشنطن، تظاهر أول من أمس آلاف من أنصار "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة أمام الكونغرس الأميركي احتجاجاً على الاتفاق الذي توصلت إليه فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع إيران في شأن ملفها النووي. وردد المتظاهرون هتافات معادية للاتحاد الأوروبي وأخرى مؤيدة لزعيمي المجاهدين مسعود ومريم رجوي. وندد عدد من الخطباء في التظاهرة بالطموحات النووية لطهران وطالبوا بسحب اسم منظمتهم من لائحة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية.