يثير عدم الرد العسكري الإسرائيلي على لبنان بعد إطلاق صاروخ كاتيوشا من اراضيه على مستعمرة شلومي الشمالية نقاشاً ساخناً في اوساط ضباط كبار، رأى بعضهم ان التهديد بالرد لم يعد يجدي وأن سياسة ضبط النفس بداعي تفادي التصعيد على الحدود تمس بقدرات اسرائيل الردعية. ونقلت اذاعة الجيش الإسرائيلي عن جهات امنية توقعها ان تضطر اسرائيل عاجلاً ام آجلاً لمواجهة القوة العسكرية المتعاظمة ل"حزب الله" وسائر المنظمات التي تنضوي تحت لوائه، وأنه فقط من شأن هجوم واسع تبادر إليه اسرائيل، ان يزيل التهديد المتواصل الذي يشكله "حزب الله" على شمال إسرائيل. لكن الجيش الإسرائيلي وفقاً للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، وضع قبل اشهر تقديرات تشير الى ان مثل هذه المواجهة الواسعة ستؤدي الى سقوط مئات القتلى الإسرائيليين. وقالت ان قيادة الجيش لم تنشر التقويمات المذكورة لتفادي دب الذعر بين سكان شمال اسرائيل. وأنها لا تزال ترى في سياسة ضبط النفس ما يحول دون فتح جبهة قتال ثانية ليست معنية بها الآن "لأنها ليست في مصلحتنا" على ما قال قائد القوات الإسرائيلية في الجليل اللواء جين ليفنه الذي اشار الى ان الجيش سيعرف متى يرد على إطلاق الكاتيوشا. وكان رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون حمّل لبنان المسؤولية، وقال: "إذا لم تعمل الحكومة اللبنانية على وقف إطلاق الكاتيوشا فسيدفع لبنان الثمن". مضيفاً ان اسرائيل لا تعنيها هوية الجهة التي تبنت عملية إطلاق الكاتيوشا الأخيرة "في كل الأحوال نرى ان الحكومة اللبنانية هي المسؤولة". إلا ان ضباطاً كباراً في الجيش يرون ان عدم الرد يفسر في الجانب الآخر ضعفاً "ولم يعد ميزان الرعب الذي سعينا لتثبيته في كل مرة نفذ "حزب الله" هجوماً فاجعاً، كما لم تعد التهديدات بالرد تفيد "ما ينال من الردع الإسرائيلي". الى ذلك، أعلن الناطق باسم القوات الدولية ميلوش شتروغر ان القوات الدولية لا تزال تجري تحقيقاً بالحادث الأمني الأخير.