نفّذت طائرات حربية اسرائيلية غارتين جويتين متتاليتين مساء أمس على منطقة تقع جنوب مدينة النبطية في جنوبلبنان استهدفتها بالصواريخ. واقتصرت الاضرار على منازل عدة ومدرسة رسمية. وقصفت القوات الاسرائيلية ايضاً محيط بلدة الغجر بالمدفعية. وجاءت الغارتان غداة مقتل جندي اسرائيلي وجرح آخر بعدما قصف "حزب الله" أول من أمس جرافة اسرائيلية كانا على متنها، توغلت داخل الاراضي اللبنانية وخرقت الخط الازرق. راجع ص7 وكان المسؤولون الاسرائيليون ادعوا ان الجرافة لم تتجاوز الحدود، لكن الناطق باسم قوات الاممالمتحدة في الجنوب ميلوش شتروغر أبلغ "الحياة" ان نتائج التحقيق الذي اجرته هذه القوات، بالاشتراك مع فريق من الجيش اللبناني "أكدت لنا ان الجرافة كانت في الجانب اللبناني عند اصابتها". وقال ان نتائج التحقيق "اطلع عليها كل الاطراف". وعن نتائج الغارتين قال: "لم نحصل على تقارير وافية بعد وننتظر المعلومات التفصيلية". وكان الممثل الشخصي للأمين العام للمنظمة الدولية في لبنان ستيفان دي ميستورا اشار اول من امس الى الخروقات الاسرائيلية للخط الازرق. وقالت مصادر ديبلوماسية ان اتصالات دولية تجرى من اجل لجم اي تدهور في ظل توقعات بأن يبقى عند هذه الحدود. وكانت الغارتان الاسرائيليتان وقعتا بعد سلسلة تهديدات اسرائيلية تصاعدت منذ ليل اول من امس وطوال نهار امس، وشملت اجتماعاً لمجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر للبحث في رد "على نحو يتفادى التصعيد". وفي المقابل اعتبر الرئيس اللبناني اميل لحود ان الاستفزاز الاسرائيلي على الحدود يضع اسرائيل في موقع المسؤول عن النتائج. وأكدت مصادر قيادية في "المقاومة الاسلامية" ان العدوان الجوي "لن يغير من قرار المقاومة في الدفاع عن سيادة لبنان وانه مهما كان رد الفعل الاسرائيلي الانفعالي فإن هذا لن يثني المقاومة عن مواجهة اي خرق". وكانت باريس دخلت على خط التهدئة وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية: "لقد أُبلغنا بقلق وفاة جندي اسرائيلي، داخل الاراضي اللبنانية، ما يجعلنا ندعو الاطراف الى ابداء اقصى قدر من ضبط النفس لتجنب التصعيد". وعرض "حزب الله" شريطاً مصوراً على تلفزيون "المنار" التابع له للجرافة الاسرائيلية وهي تتخطى الشريط الحدودي الى الاراضي اللبنانية، ثم صوراً للصاروخ الذي أطلقه عناصره عليها لاحقاً. وتضمن الشريط مشاهد للجرافة وهي تقوم بجرف أتربة على الجانب اللبناني. وقال شهود عيان في بلدة مروحين الجنوبية ان الجرافة قامت بتعديل في الاراضي في عمق 26 متراً داخل لبنان وعلى طول 200 متر بمحاذاة الحدود. وكان الاسرائيليون سحبوا الجرافة المصابة ليل اول من امس، ثم تقدم اربعة اسرائيليين بلباس مدني نهار امس الى المكان الذي أصيبت فيه الجرافة لإزالة آثار وجودها في الاراضي اللبنانية ورفعوا جزءاً من حطامها.