ألقى بحث جديد اعده قسم التاريخ في الجيش الاسرائيلي وسُمح بنشره هذا الاسبوع مزيداً من الضوء على تاريخ رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون العسكري يؤكد من جديد ادعاء عدد كبير من اقطاب الدولة العبرية ان الحديث هو عن "ثور جامح طالما شكّل مصدر قلق متكرر لمحيطه" وان الجنرال لم يجر اسرائيل إلى حرب على لبنان فحسب، إنما كان ايضاً وراء حضّ المستوى السياسي على تنفيذ عدوان حزيران يونيو 1967 بعد ان راودته افكار بتنفيذ انقلاب عسكري في حال احجمت حكومة ليفي اشكول عن المبادأة بالهجوم على الدول العربية المجاورة. ويعتمد التقرير على شهادة ادلى بها شارون قائد احدى الفرق العسكرية الثلاث على الحدود مع مصر امام المحققين في قسم التاريخ في الجيش في اعقاب الحرب جاء فيها انه اقترح على رئيس اركان الجيش في حينه اسحق رابين الاستيلاء على الحكم لاتخاذ قرار بشن الحرب على ان يتم سجن اعضاء الحكومة في غرفة ما الى حين يتوجه رابين الى دار الاذاعة الاسرائيلية ليبث بياناً بصوته يعلن بدء الحرب. وقال شارون ان فكرة تنفيذ انقلاب عسكري طالما راودته لكنها تعززت بعد لقائه اشكول رئيس الحكومة وزير الدفاع مقتنعاً بأن الاسرائيليين سيرحبون بالفكرة ولن يروا فيها استيلاء على السلطة لمجرد الرغبة في ذلك، انما في اطار اتخاذ قرار عسكري بشن الحرب من دون العودة الى الحكومة. وزاد انه لا يذكر رد فعل رابين على اقتراحه انما يعتقد ان الفكرة لاقت قبولاً لديه، مضيفاً ان وزراء الحكومة الذين ترددوا في اتخاذ القرار كانوا سيرحبون هم ايضاً بفكرة سجنهم في غرفة وتولي الجيش مسؤولية اتخاذ القرار. وجاء الكشف عن مخطط شارون هذا في كتاب وضعه الميجر جنرال في الاحتياط الدكتور عامي غلوستا الذي سُمح له بالاطلاع على مستندات عسكرية سرية من تلك الفترة التي اتهم فيها رئيس الحكومة اشكول بالتردد والخوف من شن حرب على العرب تحسباً لنتائجها واعتقاداً منه ان العرب جهّزوا جيوشهم لخوض حرب ابادة ضد اسرائيل. وذكرت صحيفة "هآرتس" التي انفردت بالنشر عن الموضوع ان الرقابة العسكرية شطبت اجزاء من الكتاب قبل نشره وكلفت دار نشر تابعة للجيش اصدار الكتاب الذي حمل عنوان "اشكول أصْدِر أمراً".