كشفت مصادر اسرائيلية النقاب عن اقتراح كان تقدم به رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين في العام 1956، المبادرة بشن حرب ضد الاردن وليس ضد مصر كما اراد في حينه رئيس الاركان موشيه ديان، وذلك من اجل طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية. ففي نهاية 1956 وعندما كان جنرالا بهيئة الاركان اقترح رابين على رئيس الحكومة ووزير الحرب دافيد بن غوريون استغلال حرب ضد الاردن من اجل طرد فلسطينيين من الضفة الغربية «أنا اعتقد انه بالامكان ابعاد معظمهم» قال رابين . ونقلت صحيفة هارتس عن رابين الذي كان يتحدث في حينه خلال نقاش في هيئة الاركان عام 1956 بمشاركة بن غوريون: «لن نقول اليوم كلهم وبشكل جماعي، ولكن بشكل عام بالامكان ابعاد معظمهم، لو كانت الارقام أقل لكان هذا اسهل. لكن المشكلة بجوهرها قابلة للحل، لن تكون هذه خطوة انسانية. لكن الحرب بشكل عام لا يوجد فيها شيء انساني». وحسب المعطيات فقد لاحت في الافق فرصة جزئية لتطبيق اقتراحه هذا بعد 11 عاما، كقائد أركان للجيش الاسرائيلي في عدوان 67. ففي تقرير قدمه للجنة الوزارية لشؤون الامن حول ما يحدث في الضفة قال: «اوجدنا امكانية لنعطي من يريد الهرب ان يهرب. ومن أجل منع مقاومة عنيفة، لم نفجر جسر اللنبي لاجل اعطاء من يريد الهرب ذلك. قالوا لي انه يوجد هناك مخرج، بالمحصلة النهائية يوجد لهذه المنطقة حوالي مليون عربي لنفترض أنه سيهرب 100 الف، لا يوجد هرب جماعي». ونشرت «هارتس» الجمعة مقتطفات مما جاء في كتاب عن حياة رابين نشر من قبل ارشيف «إسرائيل»، ويتناول بالشهادات السنوات ال 45 الاولى من حياة رابين، حتى أنهى وظيفته كرئيس للأركان . ومما جاء في الكتاب: اوصى رابين في كانون الاول 1967 وعشية خروجه كسفير لواشنطن رئيس الحكومة اشكول ان يتبنى الاقتراح الذي يتحدث عن دولة فلسطينية، وهو اقتراح لتهديد الملك حسين باقامة دولة فلسطينية تكون مرتبطة باسرائيل. ومع دخوله الى وظيفته كرئيس للاركان في كانون الثاني 1964، حذر رابين من مصاعب «إسرائيل» في الحفاظ على مناطق محتلة. وبعد أقل من عامين كان تقديره ان عمليات المقاومة التي خاضتها فتح تستطيع ان تشكل عود الثقاب الذي يشعل حريقا كبيرا. وتضمنت هذه الوثائق معلومات عن الصراعات التي نشبت بين رابين وشمعون بيرس. ففي قمة الخلاف حول تعيين رئيس الاركان كتب رابين: لا شك عندي بان شمعون بيرس لن يكون لصالحي. وفي موضوع آخر تنبأ رابين ان مصدر المعارضة الحقيقي لتعيينه هو شمعون بيرس «رغم انني تحدثت معه بالموضوع، وكعادته لا يقول امورا واضحة ومفهومة». ويتضمن الكتاب الذي حررته يميمة روزنطال اكثر من 200 شهادة، في اكثر من 600 صفحة. ولم يتردد في عرض نقاط ضعف رابين، بما في ذلك انهياره في ايار 1967. وقد قامت روزنطال التي كتبت المقدمات بتوضيح شخصية رابين من خلال النقاشات في هيئة الاركان وبرسائل لعائلته واصدقائه. واشار الكتاب الى استعداد رابين في كانون الاول 1967 لاقامة دولة فلسطينية. وعشية ترك الجيش والذهاب الى واشنطن كسفير قال رابين لرئيس الحكومة ليفي اشكول ان الفكرة التي طرحت حول اقامة دولة فلسطينية لها ايجابية اخرى، هي مجال المناورة الوحيد لدينا. فاجاب اشكول: يوما بعد يوم تزداد معارضتي لهذه الفكرة. وحسب الكتاب فان الجنرال الشاب الذي اقترح ابعاد الفلسطينيين غير رأيه كرئيس اركان عام 1967. وقال: ان المخرج ليس قطع العرب في الضفة ولن نحرك نصف مليون من المحليين- الفلسطينيين. كما عارض رابين في حينه اعادة هضبة الجولان الى سورية وشرق سيناء الى مصر. ولو مقابل السلام. وفي احدى النقاشات في هيئة الاركان ادعى اريئيل شارون وجنرالات آخرين ان سيطرة كاملة فقط وعلى كل المناطق تضمن أمن «إسرائيل». وابقاء المنطقة لحل معين يعني التسبب بكارثة. فرد عليه رابين انه يعارض الحل المرحلي ويجب أن يتم الضم حسب النموذج في جنوب افريقيا. .