ذكرت الشبكة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي الاثنين ان جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلي موساد، يواجه أزمة حادة داخلية منذ تسلم الجنرال في الاحتياط مئير داغان رئاسته قبل سنتين. واضافت هذه الشبكة الخاصة، في فيلم وثائقي يشكل اتهاماً حقيقياً لداغان القريب سياسياً من رئيس الوزراء ارييل شارون، أن أكثر من 200 موظف منهم سبعة رؤساء دوائر استقالوا في الشهور الماضية، وان القادة الرئيسيين الثلاثة للجهاز ليست لديهم أي خبرة سابقة في مجال الاستخبارات. ويؤكد الفيلم الذي يستند الى مقابلات مع مسؤولين سابقين ان داغان يفضل كثيراً "العمل المباشر"، وأنه شن عملياته في الخارج من دون أن يأخذ المخاطر في الاعتبار كثيراً. وفي هذا الاطار تطرق الفيلم الى الاعتداء بسيارة مفخخة في دمشق أسفر عن مقتل مسؤول في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في 26 ايلول سبتمبر الماضي. وكانت "حماس" وسورية عزتا تلك العملية الى اسرائيل التي لم تنفها. وقال التقرير ان داغان طالب مرؤوسيه، منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه، بوضع قائمة بأسماء ناشطي "حماس" في أرجاء العالم، موضحاً أنهم يشكلون اهدافاً للاغتيال، لكنه أقتنع لاحقاً بأنهم ليسوا من "الأسماك الكبيرة". وتطرق التقرير ايضاً الى ممارسات داغان ابان اجتياح جنوبلبنان و"الطرق الهمجية" التي اتبعها في ملاحقة عناصر المقاومة اللبنانية من عمليات تصفية جسدية وسيارات مفخخة. ووصف جندي سابق في "جيش جنوبلبنان" الذي أنشأته اسرائيل بعض هذه الأساليب، فقال ان داغان أبلغه انه اذا تم إلقاء القبض على "مخرب" وطالبه بعدم السماح له بالفرار فإن ذلك يعني تمكين المعتقل من الفرار ثم اطلاق النار عليه وقتله. وخلصت معدّة التقرير الى أن ثمة انطباعاً لدى مسؤولين سابقين في الجهاز بأنه لا يضم حالياً أي عنصر ناضج يتحلى بالمسؤولية وان رؤساء الاقسام المختلفة يرفضون بين فترة واخرى أفكاراً تتسم ب"الهلوسة والهذيان" يطرحها داغان. من جهة اخرى، يُحمّل الفيلم الوثائقي داغان مسؤولية تدهور العلاقات قبل سنة مع المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي جورج تنيت. ومنذ تسلم مئير داغان مسؤولياته في أواخر تشرين الثاني نوفمبر 2002، قام جهاز "الموساد" بعمليات مباشرة ضد "الارهاب الاسلامي" على حساب أجهزة التحليل، كما ذكرت الشبكة. وكان داغان 59 عاماً المستشار السياسي لشارون خلال حملته الانتخابية، ومستشاراً في مجال مكافحة الارهاب لرئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتانياهو من 1996 الى 1999. وقاد داغان في 1970 وحدة سرية من الكومندوس هي "وحدة ريمون" التي نفذت، كما ذكرت الشبكة، عمليات إعدام بلا محاكمة ضد فلسطينيين متهمين بتنفيذ هجمات في قطاع غزة، وذلك تحت اشراف قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي في حينه ارييل شارون.