فوجئ المتسوقون السوريون في السوق القديم في حلب ورواد المطاعم التراثية والمقاهي الشعبية اخيراً بالملكة صوفيا عقيلة العاهل الإسباني خوان كارلوس وهي تتجول بينهم وتستمع من اصحاب المحال والقائمين على السوق الى شروح مفصلة عن اقسامه والخانات المكون منها والأبواب المحيطة به فضلاً عن تمتعها بمشاهدة الباعة الذين يحضرون الأطعمة والعصائر الخاصة بإفطار رمضان بعيداً من البروتوكول والحراسات الأمنية. وشملت جولة الملكة الإسبانية في حلب، التي استمرت اربعة ايام، رافقتها خلالها شقيقتها الأميرة آيرين والأمير مايكل ابن عمها وزوجته الأميرة مارينا، باب النصر وفندق بارون العريق الذي استضاف شخصيات تاريخية، وقلعة حلب حيث زارت موقع مكتشفات البعثة الألمانية واطلعت على اقسام القلعة وحمامها وقاعة العرش والسوق القديم المجاور ومتحف التقاليد الشعبية وأحد المقاهي الشعبية مقابل القلعة. والملكة صوفيا المعروفة بولعها بالآثار سبق ان ابدت اعجابها بالمواقع الأثرية والأسواق الشعبية والكنائس السورية خلال زيارتها برفقة العاهل الإسباني الى سورية عام 2002. والأمير مايكل من المحبين للآثار والتاريخ والحضارات القديمة، وهو يزورها في شكل دوري كل عامين منذ عام 3691، فيما هذه هي الزيارة الأولى للأميرة آيرين. وحرصت الملكة الإسبانية التي وصلت الى حلب على متن طائرة"السورية"من فيينا يوم الجمعة 92 تشرين الأول اكتوبر الماضي على زيارة مطرانية الروم الأرثوذكس وكنيسة نياح السيدة وكنيسة الأربعين شهيداً والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، فيما خصصت يوماً بأكمله لزيارة المدن الأثرية المنسية خارج حلب بدءاً بموقع قرية الشيخپسليمان الأثري الذي يعد من اجمل"المدن المنسية"وأهمها من حيث اتساعه ومظهره المتميز بوجود شجر السنديان القديم، ويتألف الموقع من مساكن بطابقين تعود الى الفترتين الرومانية والبيزنطية. وأمضت الملكة وقتاً طويلاً تستمع الى شرح من الدليل السياحي عن قلعة سمعان وهي من اكبر المجمعات السكنية وأهمها في العالم خلال الفترة البيزنطية، ويتألف هذا المجمع المعماري من كنيسة المزار التي شيدت حول قاعدة عمود القديس سمعان في شكل مثمن يتوسط اربع صالات محمولة على اعمدة تشكل صليباً كبيراً. وبني دير للرهبان وكنيستان ملحقتان به في الزاوية الجنوبيةالشرقية وكنيسة جنائزية صغيرة في الزاوية الشمالية الشرقية للموقع. وفي جنوب المجمع نفسه، شيدت كنيسة المعمودية مع محلقاتها من بيوت ضيافة وفنادق ومخازن. وشملت الجولة كنيسة باصوفان التي تعود الى القرن الخامس الميلادي وتعد من اقدم الكنائس في حوض المتوسط. وعلى رغم اختفاء معالم قرية باصوفان الأثرية تحت معالم الإشغالات الحديثة لا تزال بقايا الكنيسة تشكل نقطة جذب للباحثين والمهتمين، وخصوصاً أن الموقع موجود وسط منطقة غنية بعشرات من"المدينة الميتة"الشهيرة عالمياً. وانتقلت الملكة الى كنيسة خراب شمس الأثرية والمعبد الموجود بقربها وكنيسة براد الشمالية وضريح القديس مار مارون وكنيسة كيمار الأثرية التي لم يبق منها سوى القبة. وخصصت الملكة يوم الاثنين 1 تشرين الثاني نوفمبر للسير في اسواق حلب والاطلاع على عمليات ترميم الجامع الأموي وزيارة مقام النبي زكريا ومشاهدة الساعة الشمسية الموضوعة في حرم الجامع، والمدرسة الحلوية مقابل الجامع، وزيارة منزل حلبي قديم لصاحبته اوجي بوخه حيث جلست مع صاحبة المنزل وأفراد عائلتها واستمعت الى لمحة عن تاريخ المنزل ومقتنياته الأثرية من تماثيل ومعروضات ولوحات. وبعد احتفال اقاربها وكبار مرافقيها بعيد ميلادها صباح اليوم التالي، غادرت الملكة الى دمشق حيث قصدت دير مار تقلا في معلولا شمال المدينة ب04 كيلومتراً وزارت الجامع الأموي الكبير حيث تأملت مناسك صلاة التراويح وجالت في سوق الحميدية الدمشقي العريق. واصطحب الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته السيدة اسماء، الملكة وشقيقتها في جولة خاصة، فيما رافقتها السيدة اسماء بجولة في التكية السليمانية وسوق المهن اليدوية وسوق الحميدية وكنيستي القديس حنانيا والقديس بولس. وغادرت الملكة صوفيا دمشق بعد زيارة استغرقت اسبوعاً قضت اربعة ايام منها في حلب.