انطلقت المشاورات «الإجرائية ذات البعد السياسي» في مجلس الأمن لمناقشة الطلب الفلسطيني بنيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وسيستحوذ التحرك الفلسطيني وما تبعه من بيان للجنة الرباعية الدولية ومواقف أطرافها، على مناقشات المجلس اليوم في الإحاطة الشهرية التي تعقد تحت عنوان «الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية»، والتي سيرأسها رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي. وكان مقرراً أن يعقد مجلس الأمن بعد ظهر أمس جلسة مغلقة بدعوة من لبنان، قال ديبلوماسي مطلع، إن «لبنان سيتقدم فيها بطلب عقد جلسة مفتوحة لإحالة الطلب الفلسطيني على لجنة الاعتمادات» التي يرجح أن تعقد الأربعاء. وتقضي القاعدة الإجرائية في مجلس الأمن بأن يحال أي طلب لنيل العضوية في الأممالمتحدة من خلال جلسة مفتوحة، لا مشاورات مغلقة، لكن ديبلوماسياً مطلعاً قال إنه «يحق لأي دولة عضو في مجلس الأمن أن تحيل طلب عقد الجلسة المفتوحة نفسه على التصويت، ما يفتح الباب أمام تأخير تقني - سياسي». وأضافت المصادر أن جلسة الأربعاء ستخصص لإحالة الطلب الفلسطيني رسمياً من رئاسة مجلس الأمن على لجنة الاعتمادات في المجلس التي يرجح أن تعقد أول اجتماعاتها لدرس الطلب الفلسطيني الجمعة. وتتألف لجنة الاعتمادات من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر أنفسهم، لكن القواعد الإجرائية تقول إن المجلس يتحول لجنة عند درس طلب انضمام دولة جديدة. وتحيل اللجنة طلب الإنضمام على المجلس في حال فشل أعضاؤها في التوصل الى اتفاق بالإجماع، ما يعطي المجلس فرصة التصويت على اعتماد طلب الانضمام. ورغم التأكيدات الفلسطينية بأن أكثرية من تسعة أصوات في مجلس الأمن مضمونة في حال طرح الطلب الفلسطيني على التصويت، إلا أن الأنظار لا تزال متجهة الى موقف كل من نيجيريا والغابون والبوسنة - الهرسك. وقال أكثر من ديبلوماسي في مجلس الأمن «إن هناك 6 أصوات مؤكدة لصالح الفلسطينيين في المجلس هي روسيا والصين وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند ولبنان، وهناك استبعاد شبه تام لأن تصوت البوسنة والهرسك بنعم». وقال سفير البوسنة والهرسك في مجلس الأمن إيفان بارباليتش ل «الحياة» إن «قرار المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك لم يتخذ بعد»، مضيفاً: «ندرس الطلب الفلسطيني الآن، وسنستغرق بعض الوقت للتوصل الى قرار في شأنه بسبب الإجراءات المتبعة». ويقول ديبلوماسيون إن «المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك المؤلف من ثلاثة رؤساء، يتخذ قراراته بالإجماع ولا يزال واحد من أعضائه الثلاثة ضد انضمام فلسطين الى الأممالمتحدة». وكثّفت أطراف «الرباعية» لقاءاتها في نيويورك، ومددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إقامتها في المدينة حيث ما يزال نظيرها الروسي سيرغي لافروف ناشطاً في لقاءات ثنائية. في غضون ذلك، قال الناطق باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امس انها «تباحثت هاتفيا مع (الرئيس محمود) عباس وحضته على فتح مفاوضات مع اسرائيل على اساس اقتراح اللجنة الرباعية».