فسر وسطاء سوق النفط في لندن عدم ارتفاع اسعار الخام، مع مرور اليوم الثالث على الهجوم على الفلوجة بانه"الدليل على وفرة الامدادات وفائضها في الاسواق وقلة الطلب الاستثنائي. ولاحظوا ان غياب اي تأثير للهجوم العسكري الاميركي في سوق النفط الحساسة يعود الى ان الهدنة التي شهدتها صناعة النفط العراقية اثبتت قدرة وزارة النفط وحكومة بغداد الموقتة على"تحييد نشاط المقاومين"في المنابع وطرق الامدادات ومرافئ التصدير. ولاحظ الوسطاء ان"سلاسة"انتقال السلطة بعد رحيل السيد ياسر عرفات اعطى سوق النفط ادلة على ابتعاد شبح التوتر عن المنطقة. تراجعت أسعار خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية والخام الاميركي الخفيف في بورصة نايمكس بعد ارتفاعها في أواخر الجلسة السابقة. وعند الواحدة من بعد ظهر امس بتوقيت غرينيتش تراجع"برنت"الى 44.40 دولار للبرميل تسليم كانون الاول ديسمبر بانخفاض 35 سنتاً انخفاضاً من 44.70 دولار قبيل الظهر. وكانت الاسعار قفزت أكثر من دولار في أواخر تعاملات الاربعاء بعدما أظهرت بيانات ادارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير ومنها وقود التدفئة انخفضت بشكل مفاجىء الاسبوع الماضي بمقدار 100 ألف برميل. وتقل مخزونات وقود التدفئة حالياً بمقدار عشرة ملايين برميل عن مستواها قبل عام. وارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.8 مليون برميل. وقال متعامل"المكاسب مدفوعة بوقود التدفئة". وظل سعر السولار في عقود تشرين الثاني نوفمبر قوياً وارتفع 6.50 دولار الى 427.25 دولار للطن. وزاد سعر عقود كانون الاول الجديدة سبعة دولارات الى 423.25 دولار. وتراجع سعر وقود التدفئة قليلاً الى 1.4002 دولار للغالون بانخفاض 0.27 سنت. وسجل الخام الاميركي ظهر امس في التعاملات الالكترونية في بورصة نيويورك مستوى 48.10 دولار للبرميل. وذكرت وكالة أنباء"أوبكنا"ان سعر"سلة أوبك"تراجع الاربعاء الى 37.73 دولار للبرميل من 38.03 دولار الثلثاء. من جهة ثانية قال مصدر ملاحي ان خط أنابيب النفط الخام الممتد من العراق الى تركيا استأنف الضخ بعد توقف دام يومين بسبب هجمات تخريبية. واضاف المصدر"أن الضخ استؤنف في وقت متأخر من مساء الاربعاء بمعدل 22 الف برميل في الساعة لكن المعدل قد يتغير لاحقاً". وتابع أن صادرات النفط"تتدفق في الوقت الحالي وان صهاريج الخزن في مرفأ جيهان تحتوي على 1.8 مليون برميل يومياً وليست هناك خطط لتحميل ناقلات بالنفط". وذكرت مصادر ملاحية ان خط انابيب التصدير الشمالي، الذي يصل الى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط، ظل متوقفاً عن العمل منذ وقوع انفجار كبير الاسبوع الماضي قرب حقول نفط كركوك تلاه هجوم تخريبي أصغر نطاقا يوم الثلثاء. سقوط هدنة النفط العراقية وتشير الهجمات الى أن الهدوء الذي استمر شهرين في الهجمات التخريبية ضد البنية الاساسية لصناعة النفط في العراق ربما يكون انتهى مع شن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة هجوماً كبيراً على الفلوجة التي يسيطر عليها المقاومون غرب بغداد. ورد المقاومون بهجمات عنيفة في بلدات ومدن أخرى استهدفت قوات الامن العراقية أساسا. ويجري التصدير من ميناء البصرة النفطي المنفذ العراقي الاخر للتصدير بمعدل نحو 1.6 مليون برميل يومياً. وبلغ اجمالي صادرات النفط الخام العراقية نحو 1.78 مليون برميل يومياً في تشرين الاول أكتوبر قرب مستواه في ايلول سبتمبر البالغ 1.8 مليون برميل يوميا وبزيادة نحو 500 الف برميل يوميا على مستواه في آب أغسطس عندما عطلت الهجمات الصادرات مراراً. وتريد بغداد زيادة صادراتها الى مليوني برميل يومياً ويقول المسؤولون"سيكون من الاصعب تحقيق ذلك في الشتاء اذ أن المصافي المحلية بدأت بالفعل في استهلاك المزيد من الخام". و قال مسؤولون نفطيون امس ان السلطات أغلقت مصفاة نفط في الجنوب بعد اندلاع حريق فيها. وذكر احمد البريفكاني المهندس المسؤول عن أنظمة التكرير"ان سبب الحريق الذي اندلع في نظام التخلص من النفايات في مصفاة الشعيبة لم يتضح بعد". وتقع المصفاة قرب البصرة وتبلغ طاقتها 160 الف برميل يومياً. \وقال البريفكاني"يجري حالياً تحقيق في الحادث وتم اخماد الحريق وتعمل الاطقم لاستئناف العمليات بالكامل قريباً". وذكر مسؤول في شركة"نفط الجنوب"انه يبدو أن ماسا كهربائيا هو السبب في الحريق. ومثل باقي مصافي العراق يقل انتاج مصفاة الشعيبة كثيرا عن طاقتها الانتاجية بسبب أعمال التخريب وحاجتها لعمليات صيانة وتجديد.