بدأت شركات النفط الدولية الكبرى، خصوصاً الاميركية والبريطانية والروسية، حملة"تعزيز الروابط"مع صناعة النفط العراقية استعداداً للاستفادة من مشاريع الطاقة ما ان تتولى"حكومة دائمة"السلطة في بغداد السنة المقبلة. وخصصت شركات كبرى مثل"شيفرون تكساكو"،"بريتش بتروليوم"و"رويال داتش شل"و"لوك اويل"، موازنات لاستقدام العاملين في صناعة النفط العراقية الى مقار خارج العراق لتدريبهم وتطوير قدراتهم على ادارة الصناعة النفطية. كما وافقت الشركات على درس الحقول النفطية العراقية المنتجة وتقويم احتياطاتها، واستكشاف آفاق الاستفادة من الاحتياطات غير المستغلة من النفط والغاز. وتعاني صناعة الطاقة العراقية من ندرة الاستثمارات وتهالك المنشآت التي افتقرت الى الصيانة وقطع الغيار على مدى اكثر من عقدين من الحصار الاقتصادي. ووافقت شركة"شل"الهولندية / البريطانية على درس افضل السبل لاستغلال اي احتياط من الغاز في العراق، وتقدم شركة"شيفرون"الاميركية النصح للسلطات العراقية في شأن اكبر حقلين منتجين في كركوك الشمال والرميلة في الجنوب. وتنفي الشركات الكبرى ان يكون الهدف من برامجها تلك"التمهيد لاستغلال موارد العراق النفطية"وتقول"انه عرض للخدمات المجانية لبناء الثقة والعلاقات كما فعلت في دول اخرى منتجة من قبل"!. وافاد تقرير نشرته صحيفة"وول ستريت جورنال"عن تلك الشركات ومبادراتها ان"الشركات تحاول ايجاد موطئ قدم لها في العراق"ويرفض المسؤولون العراقيون الحديث عن تلك البرامج. وتؤكد الشركات ان"الهدف من استقدام العاملين في قطاع النفط العراقي للتدريب والتأهيل في الخارج هو بناء علاقات مباشرة معهم الى ان يقرروا طريقة استغلال مواردهم". وتعتقد الشركات ان العراق يملك ثاني اكبر احتياط نفطي في العالم، على رغم ما يقوله وزير النفط العراقي ثامر الغضبان، وان كان بعض المحللين يشكك في تلك الاحصاءات. ومنذ تأميم صناعة النفط في السبعينات لم تُتح الفرصة للشركات الكبرى للاستفادة من العمل في البلاد، التي يتميز نفطها بالجودة العالية وقلة كلفة الانتاج. وعلى رغم ان السلطات العراقية لم تُحدد بعد قواعد منح الامتيازات للشركات الاجنبية، تتوقع الشركات ان الحكومة، التي ستُشكل بعد انتخابات السنة المقبلة، ستُقرر الاستفادة من علاقاتها مع الشركات. وفي اطار اتفاق خدمات تقنية مع وزارة النفط العراقية، يتضمن الاستشارة في شأن حقلي كركوك والرميلة، توفر شركة"شيفرون"، مقرها في كاليفورنيا، برامج تدريب موظفي شركة النفط العراقية. وتقول الشركة انها تقوم بتلك الخدمة وهي تدرك ان هؤلاء الموظفين والمسؤولين قد لا يكونون في موقع المسؤولية لمنح العقود مع الحكومة الجديدة، لكن الهدف هو بناء"العلاقات طويلة المدى". ووقعت شركة"اكسون موبيل"، ومقرها في تكساس، اتفاقاً مع وزارة النفط العراقية"لتحديد اطر التعاون المحتمل في مجالات المشورة التقنية والدراسات المشتركة وتطوير مهارات العاملين".