تخطط الحكومة المغربية لانهاء احتكار"اتصالات المغرب"في سوق الاتصالات، خصوصاً لسوق توزيع خدمة الانترنت، وستعلن قريباً مناقصات دولية لاختيار شركات عملاقة لتقديم خدمات الاتصالات المنوعة. وقال وزير الصناعة والتجارة والاتصالات رشيد الطالبي ل"الحياة"ان"قطاع الاتصالات سيكون القاطرة التي ستقود الاقتصاد المغربي في النصف الثاني من العقد الجاري لجهة حجم الاستثمارات الكبيرة المتوقعة". قالت مصادر حكومية ل"الحياة"ان المغرب سيعلن قريباً ثلاث مناقصات دولية لاختيار شركات عالمية ستتولى تقديم خدمات متنوعة في مجال الاتصالات الرقمية عبر الاقمار الاصطناعية والشبكة الارضية تستهدف توسيع استعمال شبكة الانترنت في المغرب وزيادة التنافسية وخفض الاسعار في اطار خطة تحرير مجموع قطاع الاتصالات تمتد الى سنة 2007. وستنطلق الخطوة الاولى بعد العيد، وتشمل طرح بين 10 و15 في المئة من اسهم"اتصالات المغرب"في بورصتي الدار البيضاء وباريس لاضفاء طابع"الدولية"على الشركة المغربية. وحصلت"اتصالات المغرب"اول من امس على موافقة مجلس ادارة القيم المنقولة في بورصة الدار البيضاء وتنتظر رد السلطات المالية الفرنسية. وتُقدر القيمة السوقية للاسهم الجديدة بنحو 1.2 بليون يورو ستعرض على مستثمرين جدد اوروبيين ومغاربة مهاجرين ومؤسسات مالية دولية ومحلية. من جهتها، ستسيطر مجموعة"فيفاندي يونيفرسال"على مجلس ادارة الشركة المغربية بتملك حصة 51 في المئة من رأس المال بعد شراء 16 في المئة اضافية من الاسهم. وستنطلق الخطوة التالية مطلع سنة 2005، وتقضي بدعوة شركات اتصالات دولية الى تقديم عروض عالية الجودة في مجالات استعمال الانترنت وربطها بالشبكة الاوروبية لزيادة حجم موجة الصبيب وتنويع العروض امام الزبائن وكسر احتكار"اتصالات المغرب". وقال الوزير الطالبي ل"الحياة"ان وكالة تقنين الاتصالات ستُعلن عن عروض في مجال تكنولوجيا الاتصالات تشمل خدمات"باك بورن"لزيادة حجم تدفقات"الصبيب"وربطها بالشبكات الدولية عبر الكيبلات البحرية العابرة للمحيطات. وستوجه المناقصات الى الشركات الدولية الموفرة للخدمات الرقمية العالية الدقة. وتشمل العروض كذلك اختيار شركات أخرى للتزويد المباشر والحلول الاتصالية وربط الانترنت بخدمات الاتصال عن بعد بما في ذلك برامج القنوات الفضائية والخدمات الخاصة. وتوقع الوزير ان"ينضم ثلاثة عملاء جدد الى سوق الاتصالات المغربية التي حققت ايرادات زادت على ثلاثة بلايين دولار سنة 2004. وتقضي الخطة بزيادة عدد مستخدمي الانترنت الى عشرة ملايين شخص في افق 2010 وتعميم الاستعمال في العمل والدراسة والتجارة والاستثمار والمعاملات الادارية والمصرفية والجمركية والقضاء". ولم يخف الوزير المغربي وجود احتكار"اتصالات المغرب"، لكنه توقع دخول مزودي خدمة جدد سنة 2005، ما سيُضفي على القطاع مزيداً من التنافسية وتنويع الخدمات وتحسينها. وتقل نسبة المنضمين الى الانترنت في المغرب حالياً عن 3 في المئة محصورة في المدن الكبرى. ويسعى المغرب الى ايصال الخدمة الى نسبة 30 في المئة على غرار معدلات الهاتف النقال، وقال الوزير:"ان قطاع الاتصالات سيكون القاطرة التي ستقود الاقتصاد المغربي في النصف الثاني من العقد الجاري لجهة حجم الاستثمارات الكبيرة المتوقعة". وكشف ان رئيس الحكومة ادريس جطو سيُعلن قريباً خطة كلفتها بلايين الدولارات لتوسيع الشبكة الى المدارس والادارات والاسر المغربية، ويسبقها تحرير مجموع خدمات الاتصالات الهاتف والانترتت والتلفزيون الرقمي وفتح الاستثمارات امام الشركات الدولية لتأسيس قنوات فضائية او خدمات اقمار اصطناعية خاصة. وكان المغرب فشل قبل عامين في اجتذاب شركاء دوليين الى شبكة الاتصالات الحالية بسبب الموقف المهيمن للشركة الوطنية وحاجة الاستثمار في القطاع المقدرة بنحو سبعة بلايين دولار.