أدلى نحو 37 مليون اوكراني بأصواتهم لاختيار خلف للرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما من بين 24 مرشحاً، في انتخابات تمثل "اختباراً حقيقياً" للديموقراطية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، في وقت تكررت نداءات الدول الغربية بضرورة اجراء الانتخابات ضمن اجواء حرة ونزيهة، ألمحت الولاياتالمتحدة الى امكان اتخاذ عقوبات في حال حصول تجاوزات. وتلا بدء عملية الاقتراع بساعات قليلة، اعتراض انصار المرشح المعارض المؤيد للغرب فيكتور يوتشينكو 50 عاماً، الرئيس السابق للبنك الوطني والذي يتبنى سياسة إصلاح السوق، على انتهاكات ميدانية كبيرة، شملت طرد مراقبي حملته في بعض مراكز التصويت شرق البلاد، علماً ان المعارضة كانت اشتكت من مواجهة انصارها اجراءات تهويل، وأبدت خشيتها من التلاعب بالنتائج. وأوضح بيان اصدره مسؤولون في حملة يوتشينكو الذي كشفت استطلاعات الرأي تساويه مع المرشح المؤيد لروسيا رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش، ان مندوباً معارضاً ورئيس مركز اقتراع، تعرضا للضرب على ايدي رجال الشرطة في مدينة اوديسا الجنوبية. اما ايرينا هيراشينكو الناطقة الرسمية بإسم يوتشينكو فوصفت التجاوزات بأنها محاولات يائسة اخيرة من السلطة لتغيير الوقائع الميدانية. في المقابل، صرح يانوكوفيتش 54 عاماً بعد الادلاء بصوته، بأنه واثق من حسم المنافسة لمصلحته من الدورة الاولى، "لان الله والعدالة" معنا، لكن لا يخفى استبعاد الاستطلاعات لهذا الامر من خلال الحصول على نسبة 50 في المئة من الاصوات، ما يرجح اجراء دورة ثانية حاسمة بين المرشحين صاحبي عدد الاصوات الاكبر في الدورة الاولى في 21 الجاري. اما الرئيس المنتهية ولايته كوتشما فأعلن انه صوت لمصلحة المرشح الاكثر قدرة على مواصلة عمله السابق في البلاد. وانتشر 147 الف رجل شرطة وآلاف العناصر الامنية الاخرى لضمان امن الانتخابات، وأحيط مبنى اللجنة المركزية للانتخابات بسواتر معدنية، وظهرت معدات عسكرية في حرمه، من بينها دبابات عدة جرى تمويه مواقعها بالكامل. ويبدو ان الاجراءات المشددة دفعت المعارضة الى اتخاذ قرار إلغاء تظاهرات عدة كانت ستنظم بعد اقفال مراكز الاقتراع.