لم يتفق نواب البرلمان الأوكراني خلال جلسة برلمانية محتدمة أمس الاول على وضع قوانين جديدة لتسوية الأزمة الانتخابية في البلاد. وفي نفس الوقت واصل أنصار مرشح انتخابات الرئاسة الإصلاحي فيكتور يوشينكو حصارهم للمباني الحكومية في كييف ورفضوا السماح بدخول الموظفين إليها،وعقدت الجلسة العاصفة بمقر البرلمان الاوكراني بعد ليلة من المفاوضات المكثفة بين كل من النواب المؤيدين ليوشنكو والنواب المؤيدين لخصمه رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش الذي يحظى بدعم موسكو، وبحث البرلمان في جلسته المحتدمة التي كان يعلوها الضجيج في كثير من الاحيان اقتراحات بشأن تعديل قانون الانتخابات وإقالة جميع أعضاء اللجنة المركزية الانتخابية وتعديل الدستور بيد أن تلك الاقتراحات لم تخضع للتصويت عليها من قبل المشرعين. وتجمع ما يقدر بحوالي 300 ألف شخص في وقت متأخر من ليل السبت في وسط كييف للاحتجاج على تلكؤ البرلمان. واتهم رئيس البرلمان فولوديمير ليتفين النواب بالتراجع عن اتفاقاتهم السابقة وأنهى الجلسة العلنية للسماح بإجراء مزيد من المشاورات بين الكتل الحزبية.وقبيل تأجيل الجلسة في وقت سابق ألغى البرلمان خططا بشأن عقد جلسة جديدة لاتاحة فسحة أكبر من الوقت لاجراء محادثات وراء الكواليس. وعقدت الجلسة الاستثنائية استجابة لقرار المحكمة العليا الجمعة بإعادة الانتخابات المثيرة للجدل التي أجريت في 21 نوفمبر الماضي وأعلن بطلانها نظرا لتوافر دلائل على حدوث عمليات تزوير واسعة النطاق من جانب معسكر يانوكوفيتش، وستجرى انتخابات الإعادة بناء على أوامر المحكمة في 26 ديسمبر الحالي. ويحاصر المئات من مؤيدي يوشينكو مداخل عدة مبان حكومية منها مبنى مجلس الوزراء بوسط العاصمة كييف منذ أن اجتاحت مظاهرات الاحتجاج البلاد عقب إجراء الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة في 21 نوفمبر. وقال المتظاهرون إنهم لن يسمحوا للموظفين بالعودة إلى أعمالهم إلا إذا تنحت حكومة رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش المرشح الذي تدعمه موسكو والذي اتهم بالتلاعب في الانتخابات. ويطالب المتظاهرون أيضا بالاستقالة الفورية للرئيس الحالي ليونيد كوتشما، وردد هذه المطالب آلاف المواطنين الذين واصلوا الاحتشاد في ميدان (الاستقلال) وشارع خريشاتيك الرئيس بعد أن غمرتهم السعادة بسبب القرار الذي أصدرته المحكمة. وقال يوشينكو ويانوكوفيتش وهما المرشحان اللذان خاضا الجولة الثانية للانتخابات انهما سيخوضان معركة الانتخابات الجديدة. وقالت آنا جيرمان المتحدثة باسم يانوكوفيتش في كييف إن الانباء التي ترددت حول اعتزامه الانسحاب من الانتخابات لا أساس لها من الصحة وأضافت انه لن ينسحب ما لم يطلب إليه الرئيس ذلك. ومن جانبه رفض فيكتور يوشتشينكو زعيم المعارضة بعد ضمان إعادة انتخابات الرئاسة المتنازع عليها اتفاقية لتقليص سلطات الرئيس وابلغ أنصاره بمواصلة الضغوط في الشوارع. ورفض يوشتشينكو اجراء حوار آخر مع الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما بوصفه غير مجد.