قتل عشرة اشخاص واصيب 16 بجروح في غارة جوية اميركية فجر أمس على منزل في مدينة الفلوجة كان تجري فيه حفلة زواج. وقال الطبيب خالد محمد ناصر في المستشفى العام بالمدينة: "استقبلنا عشرة قتلى و16 جريحاً"، مضيفاً ان حفلة زواج كانت تجري في المكان المستهدف حيث اصيبت العروس بجروح. وقال طبيب آخر ان بين الجرحى تسع نساء تتراوح اعمارهن بين خمس سنوات و50 عاماً. وذكر سكان ان الهجوم اصاب المنزل بعد فترة وجيزة من العرس مما ادى الى مقتل العريس واصابة العروس. واكد الجيش الاميركي في بيان وقوع الغارة، مشيراً الى انها استهدفت "مخبأ لأبي مصعب الزرقاوي في شمال غربي الفلوجة حيث كان قادة من المجموعة مجتمعين". واضاف ان "مصادر استخبارات موثوقة أكدت ان المنزل كانت تستخدمه الجماعة للاجتماع والتخطيط لهجمات على مدنيين عراقيين وقوات الامن العراقية والقوات المتعددة الجنسية". واضاف ان "هذه الغارة ساهمت في ضرب قوة شبكة الزرقاوي وزيادة الامن في العراق". وأوضح الجيش ان "الغارات التي استهدفت الزرقاوي قتلت في الشهر الماضي عدداً من قادة المجموعة منهم مساعده محمد اللبناني والمسؤول الشرعي ابو انس الشامي الذي كان المسؤول الثالث في الشبكة". وأضاف الجيش انه شن "منذ ايلول سبتمبر اكثر من اثنتي عشرة غارة ضد مخابىء للزرقاوي في الفلوجة ومنطقتها". ذكر ان "عدداً كبيراً من قادة شبكة الزرقاوي قتلوا او أسروا" في ايلول بينهم اشخاص كانوا ينوون تنفيذ اعتداءات انتحارية. وندد خطباء مساجد في بغداد ب"الانتقام" من الفلوجة عبر استهدافها بالقصف الجوي الاميركي معبرين عن استيائهم من "سياسة الارض المحروقة والعقاب الجماعي". وقال الشيخ احمد حسن طه السامرائي خطيب مسجد ابو حنيفة النعمان "تحدث عدد من اعضاء وفد الفلوجة للتفاوض مع الحكومة العراقية ان المفاوضات ايجابية ونتوقع السبت اليوم خيراً لكن عملية الانتقام تبدأ فجر اليوم أمس ويسقط قتلى وجرحى". واضاف السامرائي، وهو من "هيئة علماء المسلمين"، متسائلاً "أبمثل هذه الاساليب تتحقق الديموقراطية والحرية؟". وتابع "انهم الاميركيون يعلمون ان هذا الشعب لا يرضخ للمذلة والباطل، واذا تورطت قلة لا يتجاوز عددها اصابع اليد فلا يتصوروا انها تمثل الشعب العراقي". كما انتقد السامرائي من جهة اخرى "القنوات المأجورة التي تصور ان لا انسجام ولا وئام بين العرب والاكراد ... فأميركا لا يروق لها ان تعطي السيادة للاكراد بعد ان تتفرغ من العرب كما لا يروق لها ان تعطيها للسنة بعد ان تتفرغ من الشيعة وبالعكس". ومن جهته، قال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي، خطيب مسجد ام القرى : "كل يوم تضرب الفلوجة بحجة الزرقاوي، واهلها يخرجون طفلاً عمره سنتان من تحت الانقاض. فهل هذا هو الزرقاوي؟". واضاف ان "اميركا تعلم ذلك انما تريد ان تضرب الشعب العراقي، ويستعملون سياسة الارض المحروقة على الطريقة الشارونية والعقاب الجماعي ليجعلوها عبرة لمن اعتبر". ووزع في المسجد بيان باسم "تجمع السادة الاشراف السوامرة" يندد ب"المأساة التي تعيشها" سامراء والتداعيات الخطيرة التي قد لا تعرف نتائجها. واضاف "سبق ان اكدنا خلال لقاءات متكررة مع المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الوزراء اياد علاوي ان بعض الممارسات المرفوضة لا تمثل المقاومة". على صعيد آخر، اعلن الكولونيل آبي ابراهام، القائد العسكري في مدينة الصدر، ان ثلاثة مسلحين قتلوا جراء اطلاق صاروخ اميركي عليهم بينما كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة في المنطقة فجر أمس. وأضاف ابراهام "كان هدفاً محدداً استهدف بواسطة صاروخ". واوضح متحدث عسكري آخر ان الثلاثة كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة على جانب الطريق. الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي في بيان ان "جندياً قتل وأصيب آخر عندما تعرضت دوريتهما لهجوم من قوات معادية قرب طوز خورماتو 60 كم جنوبكركوك". وبذلك، يرتفع عدد قتلى الجيش الاميركي الى 1063 منذ بدء الحرب في آذار مارس 2003. وفي كركوك قتل ضابط في الحرس الوطني العراقي وأصيب آخران عندما اطلق مسلحون النار على دوريتهم. وقال الرائد في الحرس الوطني انور حمد امين ان مجهولين "اطلقوا النار على دورية للشرطة في مكان يقع على مسافة 40 كلم جنوبكركوك ما ادى الى مقتل المقدم علي حسين واصابة شرطيين". في غضون ذلك تحاول الشرطة العراقية والجيش الاميركي التوصل الى معرفة هوية جثة عثر عليها أمس قرب كركوك.