على رغم أن عدد الحضور تجاوز الستة آلاف طوال أيام الدورة ال13 لمهرجان البحرين الدولي للموسيقى الذي أقيم في الفترة الممتدة بين 2 و7 تشرين الأول اكتوبر، فإن "الصحف العربية والقنوات الفضائية، كانت في غفلة عن فعاليات المهرجان وأيامه الستة، أو أنها تجاهلته"، يقول ل"الحياة" مدير المهرجان وفرقة البحرين للموسيقى، الفنان أحمد الجميري، ويؤكد أن "الحضور كان جيداً ومقنعاً، مقارنة بالدورات السابقة". الأمسية الأولى التي أحياها البحريني علي بحر وفرقة "الأخوة" بمصاحبة فرقة "البحرين للموسيقى"، شهدت حضوراً مميزاً قارب الألفي متفرج. وتفاعلت كثيراً شريحة الشباب التي تشكل معظم جمهور "الأخوة"، مع أغان اتسمت بعفوية وتلقائية واضحتين، في الوقت الذي تميز فيه المايسترو البحريني خليفة زيمان في إضفاء رؤية مختلفة على أعمال علي بحر وفرقته التي يمتد عمرها على أكثر من ربع قرن، أصدرت فيه 20 ألبوماً غنائياً. ومع أن الأمسيات الخمس الأخرى، لم تشهد مثل ذلك الحضور البحريني ألفي متفرج، إلا أن حفلتي اللبناني مارسيل خليفة والعراقية فريدة رمضان، جذبتا جمهوراً من خارج البحرين، لم يقف عند حد السعوديين، بل امتد إلى جنسيات عربية أخرى تقيم في السعودية. عائلة سعودية، رفضت فكرة متابعة مارسيل وفرقة الميادين عبر تلفزيون البحرين الذي نقل كل الأمسيات الموسيقية. "كنت أود الإستماع إلى أميمة الخليل وهي تغني أمامي، كما أنني أحب أن أشاهد مارسيل وهو يعزف عن قرب"، تقول الفتاة السعودية منى 20 عاماً التي حضرت برفقة والديها، وتؤكد: "والدي وأخي يحضران لي كل الإصدارات الموسيقية لمارسيل من لبنان". وإذا كان معظم حضور حفلة مارسيل يوم الإثنين الماضي 700 متفرج، يعلمون أنهم سيستمعون إلى غناء يولا كريوكاس وأميمة، وعزف مارسيل وابنيه رامي وبشار، إلى جانب السويسري بيتر هيربرت، عازف الكونترباص، فإن بعض حضور أمسية العراقية فريدة رمضان لم يكونوا على دراية بنوع الغناء الذي سيقدم مساء الأربعاء. "علمت مصادفة، وزملائي، بأن هناك دعوة عامة لحضور أمسية موسيقية في قاعة متحف البحرين الوطني"، يقول عبدالإله الشبلي من الرياض، الذي يزور وزملاؤه البحرين بغية حضور أفلام سينمائية. وربما لم يكن الشبلي وزملاؤه يتوقعون أن يستمعوا إلى قصائد مغناة من شعر أدونيس وأمل الجبوري ومحمود درويش وايليا أبو ماضي، لكن ذلك لم يمنعهم من حضور الأمسية كاملة من دون أن يتحركوا عن كراسيهم. وعلل الشبلي وزملاؤه مكوثهم أكثر من ساعتين: "صحيح اننا لم نعتد هذا النوع من الغناء والموسيقى، إلا أن ذلك لا ينفي اعجابنا بما قدم". ربما لم تحظ أمسيتا "السداسي التركي" من تركيا، وعبده داغر وفرقته من مصر، بحضور يستكشف نوعاً جديداً من الغناء كما حصل في حفلة فريدة رمضان. وعلى رغم الحضور القليل، شهدت أمسية داغر التي ختمت فعاليات المهرجان أول من أمس، ازدحاماً غير مسبوق النظير على جسر الملك فهد، امتد إلى كيلومترات، وكان سبباً في تأخير قلة عن أمسية الختام. أشعلت آلات: القانون، الإيقاع، الكمان، الفيولا والتشييللو الأمسية التركية يوم الأحد الماضي، في الوقت الذي أثرت فيه موسيقى داغر الطقسية موسيقى صوفية في حضور يوم الختام، وصفقوا لها كثيراً، مودعين ليالي المهرجان بليلة مصرية وتحديداً بمقطوعة تحمل عنوان "موسيقى النيل". وعن غياب الموسيقى الغربية في مهرجان هذا العام، قال الجميري ل"الحياة": "إن الظروف التي تمر بها منطقة الخليج في هذه الفترة، كانت سبباً في اعتذار الولاياتالمتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا عن المشاركة". تجدر الإشارة إلى أن فرقة "فرسان النغم" أحيت أمسية يوم الثلثاء. تضم الفرقة مجموعة من الشبان والشابات الموهوبين الذين يتدربون على حساب وزارة الإعلام في معهد البحرين للموسيقى.