حمود شاب مفتول الذراعين لا يتجاوز عمره الثامنة عشرة، من عائلة عشائرية استوطنت الفلوجة قبل ولادة حمود. ولهذه العشيرة امتداد في المنطقة بين الفلوجة ومدينة الرمادي. والد حمود، خزعل، كان نائب ضابط بالحرس لجمهوري. ولبلائه الحسن في القضاء على انتفاضة الجنوب عام 1991، منح قطعة أرض ومساعدة مالية لبناء بيت في حي الضباط في الفلوجة. كذلك سُمح بإنشاء خزان معدني لتخزين النفط الذي يتم تهريبه الى الخارج. جَدّ الشاب حمود حمدان كان خدم في الجيش العراقي. كان بين أفراد اللواء العشرين الذي دخل بغداد في 14 تموز يوليو 1958 تحت قيادة عبدالسلام عارف. وهو من أهل الرمادي أيضاً. حمود الشاب، بعد سقوط نظام صدام رأى هو ووالده وعائلته أن الأحوال قد تغيرت. فقد سرح الحرس الجمهوري، وانقطعت أرزاق الوالد والمداخيل الأخرى الناجمة عن تهريب النفط الى الخارج. لذا بدأ يفكر في الحصول على مداخيل تؤمن للعائلة مستوى معيناً من الحياة مهما كلف الأمر. وللعائلة سجل حافل بالقسوة والقتل، فوالده، خزعل، ساهم مساهمة فاعلة في القضاء على انتفاضة الجنوب. ويقال أنه شارك في اعمال المقابر الجماعية. أما جده، حمدان، فكان معروفاً عنه شراسته. لذا كان يؤتمن من جانب عبدالسلام عارف. انضم الشاب حمود الى احدى خلايا المقاومة في الفلوجة، ذات الأصول الدينية المتطرفة خاصة. فوالده، خزعل، بعد سقوط النظام وعودته الى بغداد، أرخى لحيته، وتوقف عن شرب الخمر، وأخذ يذهب الى المسجد للصلاة خلال الأوقات الخمسة. في البداية كان حمود يتقاضى مبلغاً لا يزيد على 300 دولار لكل عبوة ناسفة يزرعها، أو يشارك في زرعها على الطرقات. ولكن منذ بداية العام الحالي انضم حمود الى احدى مجموعات الخاطفين. وهي تقوم بخطف عراقيين أو أجانب، ثم تبيعهم لإحدى الجماعات الإرهابية، كالزرقاوي أو البعثيين السابقين من أنصار الرئيس المخلوع صدام. وثمن الضحية يتراوح بين ألف وعشرة آلاف دولار، كما يسمى بالعراق، من دفتر الى عشرة دفاتر الدفتر هو 1000 دولار. وذلك بحسب جنسيته، أو أهمية المخطوف أو الضحية. تم تعريف حمود على مجموعة الخاطفين من جانب أحد أخواله، حازم، وهو من سكان الموصل لعشيرة حمود امتداد في الموصل ويسكنون في المنطقة الممتدة بين رأس الجادة وموصل الجديدة. وحازم هذا هو طيار متقاعد عمل في القاعدة الجوية في الموصل، وكان قائداً لاحدى طائرات الميغ - 21، وشارك مشاركة فاعلة في قصف القرى الكردية واحراقها. ونتيجة ذلك، فإن الخال المتقاعد أصبح يحصل على قسم من حصة حمود من عمله مع مجموعة الخطف. خلال الصيف الحالي، وأثناء أحد اجتماعات مجموعة الخطف في دار حمود، وبحضور خاله حازم، قامت احدى طائرات التحالف بقصف البيت، ما أدى الى وفاة الخال حازم، واصابة حمود بجروح بالغة. كذلك أصيب الأخ الأصغر لحمود، عامر، وهو صبي لا يتجاوز الثامنة من العمر. ونقلت فضائيات عربية صورة الطفل المصاب عامر فقط. واشنطن - زهير عبدالله عراقي مقيم