سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترأس اجتماعاً في "المقاطعة" للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ... والشرطة تحقق في تعرض الرئيس ل"تسميم بطيء". "أبو مازن" يدعو الفلسطينيين الى التكاتف ويعلن الولاء لعرفات
بقي مقعد الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات خالياً يوحي بحالة انتظار لصاحبه في اول اجتماع للجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية يعقد في غياب رئيسها منذ خمسة وثلاثين عاما داخل المقر الرئاسي المقاطعة في مدينة رام الله التي شهدت هدوءاً مسكوناً بالتوتر والترقب في اليوم الثاني من غياب عرفات للعلاج في باريس من مرض لم يتم تشخيصه حتى الآن، وذلك في وقت ازداد فيه الحديث فلسيطينياً عن نظرية"المؤامرة"وتعرض الرئيس الفلسطيني الى عملية تسميم بطيء، سيما بعد صدور نفي فلسطيني من باريس لاصابته بمرض خبيث. وحضر الاجتماع الذي ترأسه محمود عباس ابو مازن الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسا الحكومة والمجلس التشريعي احمد قريع وروحي فتوح في اجراء سريع ومنظم وهادئ للتشديد على رسوخ المؤسسات الوطنية الفلسطينية والاستمرار في اعتبار الرئيس الفلسطيني المريض الجهة التي تصدر القرارات وللدعوة الى تعزيز الوحدة الوطنية التكاتف في ظل الاوضاع الراهنة. شدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الهيئة القيادية العليا للمؤسسات الفلسطينية، محمود عباس ابومازن على استمرار عمل جميع الهيئات القيادية في اطار السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب اللوائح والأنظمة ووفقا لما يحدده القانون الاساسي من مسؤوليات وصلاحيات، وانطباق ذلك على عمل مجلس الامن القومي الاعلى والمجلس التشريعي الفلسطينيين. ودعا"ابو مازن""جميع قوى الشعب الفلسطيني الى التكاتف"، مؤكداً استمرار العمل"رغبة الرئيس ونحن معه"متمنيا عودته الى ارض الوطن لمواصلة المسيرة"التي ما زالت في امس الحاجة اليه"، ومشيراً إلى اصرار اللجنة التنفيذية على التواصل مع الرئيس"وتلقي تعليماته". وأعاد"ابو مازن"، الذي ترأس اول اجتماع للجنة التنفيذية يعقد في غياب الرئيس الفلسطيني الذي ادخل أحد المستشفيات العسكرية بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس الجمعة بعد التدهور الخطير الذي طرأ على صحته، التأكيد على موقع منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ودورها في مواصلة السهر"من خلال انعقادها الدائم على حماية استمرار احترام القانون الأساسي للسلطة وبقيام جميع الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية بمسؤولياتها. وحرص"ابو مازن"على التنويه بأن"من بين المجتمعين اخوة وانا بينهم عملوا طوال 40 عاماً مع الرئيس وتحت قيادته سواء في اطار منظمة التحرير ممثل شعبنا الشرعي والوحيد وحامي قراره المستقل او في اطار حركة فتح حركتنا الرائدة". وجاءت تصريحات"ابو مازن"في بيان مكتوب تلاه على الصحافيين في احدى قاعات"المقاطعة"حيث دأب الرئيس الفلسطيني على ترؤس الاجتماعات الموسعة. وجلس الى جانبه على المنصة رئيس الوزراء أحمد قريع ورئيس المجلس التشريعي روحي فتوح والأمين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم ووزير شؤون المفاوضات صائب عريقات، فيما بدت علامات الحزن والجدية واضحة على وجوههم جميعاً. وبعد تردد دام لحظات امتنع"ابو مازن"عن الادلاء بأي تصريح باللغة الانكليزية. وشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية جميع اعضائها الموجودين في الاراضي الفلسطينية، إضافة الى شخصيات اخرى"بصفة مراقبين". وأشار"ابو مازن"ايضاً إلى استمرار الاجتماعات المشتركة التي تعقدها اللجنة التنفيذية مع الحكومة الفلسطينية"كلما اقتضت الضرورة للتشاور"والاجتماعات القيادية المشتركة مع الفصائل الوطنية والاسلامية كما كان يحصل بوجود الرئيس الفلسطيني. وقررت الهيئة القيادية الفلسطينية"الموقتة"ان تعقد اجتماعات الهيئات القيادية الفلسطينية كلها في المقر الرئاسي لتأكيد استمرار العمل فيه"كالمعتاد". وفي هذا الاطار، من المقرر ان تعقد اللجنة المركزية لحركة"فتح"اجتماعا لها ايضا داخل المقاطعة فيما سيعقد اجتماع تشاوري لأعضاء المجلس التشريعي فيها ايضا قبل عقد الجلسة الطارئة اليوم لبحث رحلة عرفات العلاجية الى باريس. وبدا ان الجميع يتصرف على اساس ان غياب عرفات لن يدوم طويلاً، إذ تم تقاسم المسؤوليات بين"ابو مازن"و"ابو علاء"بصورة موقتة رغم التقاريرالمتضاربة بشأن تشخيص مرض الرئيس الفلسطيني. وقال رئيس المجلس التشريعي روحي فتوح ل"الحياة"ان"النقص الكبير في الصفائح الدموية في جسم الرئيس بحسب الأطباء يمكن ان يكون ناتجاً عن تسمم جراء جرعات زائدة من المضادات الحيوية أو التهاب فيروسي او خلايا سرطانية، ولكننا لا نعرف حتى الآن السبب بالتحديد ونحن ننتظر نتائج التحاليل والفحوص". من ناحيته، أكد الوزير جميل الطريفي الذي يرافق عرفات في رحلته العلاجية بصورة قطعية ان"الرئيس لا يعاني من مرض خبيث". وقال ان"جميع الفحوص التي جرت امس الاول كانت ايجابية والحمد لله ولكنه بحاجة الى مزيد من الفحوص التي قد تحتاج الى ثلاثة او اربعة ايام". وأضاف في تصريحات صحافية"استطيع ان آؤكد انه ليس هناك اي مرض خبيث كما اشيع وتردد". وأشارت مصادر مطلعة داخل المقاطعة ل"الحياة"ان الشرطة الفلسطينية شرعت في التحقيق في امكان تعرض عرفات الى التسميم، وانه جرى التحقيق مع جميع الموظفين والعاملين، خصوصاً الذي يعدون الطعام الشخصي للرئيس الفلسطيني. وتحدث مصدر فلسطيني مسؤول عن احتمال تعرض الرئيس لعملية"تسميم بطيء"على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.