مدد مجلس الأمن ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية مينورسو لستة أشهر. وتمسك كل من المغرب من جهة، والجزائر وجبهة"بوليساريو"من جهة أخرى، بتفسير مختلف للقرار الذي أصدره مجلس الأمن والذي يعطي الطرفين مهلة إضافية لحل الخلافات الجذرية. وقال مندوب المغرب السفير محمد بنونة إنه"يجب أن نتجاوز خطة جيمس بيكر والتي نحن ضد جوانب منها لنجد حلاً متفقاً عليه من جميع الأطراف، بما فيها الجزائر والمغرب". من جهته، اعتبر مسؤول"بوليساريو"المكلف ملف المفاوضات مع الأممالمتحدة محمد خداد، ان"حقيقة الخلاف هي التوجه. فنحن نريد موقفاً حاسماً من مجلس الأمن ليصل إلى تطبيق ... خطة بيكر التي صادق عليها المجلس في القرار 1495". أما مندوب الجزائر السفير محمد بعلي فشدد على أهمية التأييد الدولي لخطة بيكر، كما على ضرورة تعيين الأمين العام كوفي أنان مبعوثاً خاصاً ليحل محل بيكر و"يُكلف الحل السياسي". وقال:"يجب الفصل بين المندوب الخاص الذي يتولى مهمة إدارة مينورسو وبين المبعوث الخاص الذي يتولى مهمة سياسية بحتة". وطلب المجلس في القرار الذي تبناه ليل أول من أمس، من الأمين العام أن يقدم تقريراً عن الوضع في الصحراء قبل نهاية فترة الولاية في نيسان ابريل المقبل، وأن يقدم"تقريراً موقتاً في غضون 3 أشهر عن تطور الأوضاع وعن حجم البعثة ومفهوم العملية"، مع تضمنه مزيداً من التفاصيل في شأن الخيارات في ما يتعلق بإمكان خفض عدد موظفي البعثة الدولية، بمن فيهم المدنيون والإداريون. كما دعا المجلس الدول الأعضاء"إلى النظر في تقديم تبرعات لتمويل تدابير بناء الثقة التي تتيح إمكان زيادة الاتصال الشخصي، بخاصة تبادل الزيارات الأسرية". وكان الأمين العام كوفي أنان أعرب عن"عميق القلق ازاء التصعيد الأخير في اللهجة الخطابية العامة"بين كل من المغرب والجزائر وجبهة"بوليساريو"، وحض في تقريره إلى مجلس الأمن"الجميع على ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس". وأوصى أنان مجلس الأمن بالنظر في تمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية لفترة ستة أشهر أخرى حتى 30 نيسان 2005،"آملاً صادقاً أن يستفيد الطرفان والدولتان المجاورتان من هذه الفترة الزمنية في التعاون بحسن نية مع ممثلي الخاص لإنهاء حال الجمود الراهنة، ولتحقيق تقدم نحو ايجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين". وقال إن الاتفاق بين الطرفين، حكومة المغرب وجبهة"بوليساريو"في شأن خطة السلام المتعلقة بتقرير شعب الصحراء الغربية لمصيره يبدو"أبعد منالاً اليوم"مما كان عليه قبل ستة أشهر حين لم يكن هناك أساساً اتفاق بين الطرفين. وتابع:"وفضلاً عن ذلك، لا يوجد اتفاق في الوقت الحالي حول ما يمكن عمله للتغلب على الخلاف المستحكم القائم". وأعلن:"وبالتالي، فإن هدف تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير مصيره ما زال صعب المنال".