تحول احتفال تشييع مرافق النائب مروان حمادة الرقيب أول غازي بو كروم في مسقطه مزرعة الشوف الى مناسبة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لاعلان موقف من محاولة اغتيال حمادة، حذر فيه من الانسياق وراء العصبيات. في بداية كلمته توجه جنبلاط الى البطريرك الماروني نصرالله صفير ممثلاً بالمطران طانيوس الخوري و"لقاء قرنة شهوان" والاحزاب قائلاً: "اياكم وإيانا ان نخرج عن الثوابت الوطنية الكبرى او ننساق الى لغة العصبيات او الغرائز او الجهل في هذا اليوم الوطني الحزين، لكن الكبير". وأضاف: "الحزين لأننا نودع شهيداً بطلاً من سلالة عائلة معطاء بالتضحيات والرجال، والكبير لأننا فوق الحزن والألم". وقال: "كان استشهاد غازي بو كروم مدماكاً اضافياً في مسيرة الوحدة الوطنية التي ناضل من اجلها، وقاتل وناضل من اجلها رفيق الدرب الحبيب مروان حمادة حماه الله وشفاه". وخاطب اهل المزرعة وآل بو كروم قائلاً: "الوحدة الوطنية هي الاساس، نكبر من خلالها ونشمخ من خلالها ونحمي لبنان من خلالها، الوحدة الوطنية تعني في ما تعني التمسك بالنظام الديموقراطي وحماية الحريات والدستور، وتطبيق اتفاق الطائف وحماية المقاومة، وتعني تصحيح خطأ التمديد من اجل مواجهة التدويل واملاءاته في اوج استباحة فلسطين من اسرائيل والعراق من اميركا، والوحدة الوطنية تعني العلاقة الصريحة والصحيحة والصحية مع سورية، العلاقة التاريخية معها بعيداً من تلك الابواق من المرتزقة، من الشمال الى الجنوب التي سخّفت تلك العلاقة وأخرجتها من مضامينها التاريخية والموضوعية وكادت ان تودي بتضحيات الشعب السوري من اجل حفنة من المستفيدين"، مؤكداً "ان الوحدة الوطنية هي المستقبل والضمانة، هي في هذا التنوع السياسي في تلك التعددية اللازمة والضرورية لحماية الديموقراطية واحترام الرأي الآخر". وتابع: "يا أهل المزرعة ويا آل بو كروم فوق الجرح وفوق الألم وفوق الحزن، لقد قضى غازي شهيداً في معركة الشرف، معركة الوحدة الوطنية، وها هو لبنان كل لبنان وها هو العالم كل العالم الى جانبكم الى جانبنا ينظر اليكم وينظر الينا، يشد على اياديكم وأيادينا في نضالنا السلمي الهادئ والطويل، من اجل الحريات والديموقراطية والقانون واحترام الدستور". وأضاف: "ألم يقل شهيدنا الاكبر كمال جنبلاط لم نعد وحدنا في العالم بل المطلوب هو الصمود، نعم المطلوب هو الصمود". وغصت احياء بلدة مزرعة الشوف بأكثر من عشرين ألف مواطن جاؤوا من مختلف المناطق تقدمهم الى جنبلاط ونجله تيمور نواب "اللقاء النيابي الديموقراطي" و"قرنة شهوان" وعميد الكتلة الوطنية كارلوس اده وقيادات سياسية ودينية وحزبية وعسكرية، وسط عشرات اللافتات والاعلام اللبنانية والحزبية والصور التي رفعت وامتدت على مختلف طرق الشوف وصولاً الى المزرعة. وأعلن سليمان بو كروم باسم اهالي الفقيد تفويض قرار العائلة في ما خص الجريمة الى جنبلاط "لأننا نؤمن بهذه القيادة ونثق بحكمتها". وتحدث العميد انور يحيى باسم قوى الامن الداخلي الذي اشار الى مآثر الراحل ومزاياه اثناء خدمته، وأعلن منحه الميدالية العسكرية ووساماً وميدالية أمن الدولة وترقيته الى رتبة معاون تقديراً لخدماته. وأقيمت الصلاة على بو كروم الذي نقل ملفوفاً بعلم الحزب التقدمي الى الساحة حيث لف بالعلم اللبناني ليوارى بعدها في مدافن العائلة وسط هتافات منددة بالجريمة ومنادية بحياة جنبلاط.