اتخذ الجيش الاميركي اجراءات في حق اللفتنانت جنرال وليام بويكين الذي أحرج الادارة الاميركية عندما ألقى خطبا وصف فيها الحرب على الارهاب بأنها"معركة صليبية ضد الشيطان". ورفض نائب رئيس أركان الجيش الجنرال ريتشارد كودي الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بما اتخذ رداً على تصريحات بويكين التي تمثل انتهاكا لقواعد وزارة الدفاع الاميركية، لكنه قال ان الاجراءات"ليست كبيرة". وصرح كودي اثناء حضوره الاجتماع السنوي لرابطة الجيش الاميركي:"لقد اتخذت الاجراءات المناسبة بناء على توصيات المفتش العام"لوزارة الدفاع. ولم يذكر متى اتخذت هذه الاجراءات. وخلص المفتش العام لوزارة الدفاع في تقرير في آب اغسطس الماضي الى انه يجب اتخاذ"إجراء تأديبي مناسب"بحق بويكين لانه لم يورد المعلومات الرسمية في عدد من بين 23 خطابا لها طابع ديني ألقاها بعد كانون الثاني يناير عام 2002. وعلى رغم ان الرئيس الاميركي جورج بوش وصف الحرب على الارهاب في البداية بأنها"حملة صليبية"إلا انه سعى بعد ذلك الى تحسين العلاقات مع الدول الاسلامية وتجنب تصوير الأمر على انه صراع بين المسلمين والمسيحيين. وتعرضت ادارة بوش لانتقادات من جانب اميركيين مسلمين بسبب ما اعتبروه تشددا من جانب اجهزة الامن والقانون في الحملة التي شنتها ضد جماعات محسوبة على تنظيم"القاعدة"الذي حملته واشنطن المسؤولية عن هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. واثار بويكين عاصفة عندما ألقى سلسلة من الخطب بزيه الرسمي العسكري أشار خلالها الى الحرب على الارهاب باعتبارها"معركة صليبية ضد الشيطان". وقال ان اميركا استهدفت"لاننا أمة مسيحية". لكنه قال لاحقا انه لا يعادي الاسلام او أي دين آخر. واستنكرت جماعات اسلامية ونواب اميركيون تصريحات بويكين، كما طرحت جماعات اسلامية ايضا تساؤلات حول الدور الذي من الممكن ان يكون بويكين قد لعبه وهو نائب وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات في وضع سياسة الاستجواب الخاصة بالجيش الاميركي قبل تفجر فضيحة سجن ابو غريب في العراق. وقال تقرير وزارة الدفاع ان بويكين كان ملزما بأخذ موافقة الوزارة على خطاباته بسبب"حساسية تصريحاته في ما يتعلق بالسياسة الاميركية وامكان ان يعتبره الجمهور متحدثا باسم وزارة الدفاع بسبب منصبه الرسمي وظهوره بالزي الرسمي للجيش". ولم تتطرق تحقيقات البنتاغون التي استمرت عشرة اشهر الى مدى ملاءمة تصريحات بويكين لوضعه كمسؤول رفيع في وزارة الدفاع وما إذا كانت قد أضرت بأهليته للاضطلاع بواجباته. واشاد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بسجل بويكين"المتميز"ورفض توبيخ الجنرال الذي لعب دوراً في المعركة مع أمراء الحرب في الصومال عام 1993 وفي المحاولة الفاشلة لانقاذ الرهائن الاميركيين في ايران عام 1980.