ان تكليف المفتش العام من قبل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بالتحقيق في سلوك الجنرال وليام بويكن نائب وكيل وزارة الدفاع لشئون الاستخبارات بشأن تصريحاته المهينة للإسلام التي كان قد أدلى بها العام الماضي جاء على سبيل الخدعة وذلك تجنبا لإدانة تصريحاته العنصرية بينما يظهر في صورة من يتخذ موقفا حازما بشأنها. المشكلة لم تكن تكمن في مخالفة بويكن للقواعد التي تحكم عمل الإدارة التي يعمل بها، وأنما أثناء ارتدائه لبزته العسكرية، تفوه بعبارات عنصرية تقوض ما أكده الرئيس بوش مرارا وتكرارا في خطاباته بأن الولاياتالمتحدة لا تستهدف الإسلام في حربها على الإرهاب ولا تسعى لتصادم الحضارات والديانات. كان بويكن قد صرح العام الماضي بأنه عندما كان يحارب المسلمين في الصومال في عام 1993، قال مشيرا لأحد زعماء الميليشيات: كنت أعلم أن إلهي اكبر من الهه، وان إلهي هو الإله الحقيقي وان الهه كان صنما. وأضاف أن المسلمين يكرهون الولاياتالمتحدة لأنها أمة مسيحية ، وأن عدونا لن يتم القضاء عليه ما لم نتحد ضده باسم المسيح. كما نقل عن الجنرال ويليام بويكن قوله انها معركة روحية فالشيطان يريد تدميرهذه الأمة، انه يريد تدمير هذا الجيش المسيحي. وكما كان متوقعا، تجنب التقرير التطرق للب القضية التي أفرزتها تصريحات بويكن ألا وهو ما إذا كان يصح لوزارة الدفاع ان تساند العنصرية الدينية وما اذا كان يجب على وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أن يتخذ موقفا حاسما تجاه تصريحات من هذا القبيل تفوه بها أحد كبار مسؤوليه. إن بويكن حر في رؤيته ومعتقداته الشخصية، غير انه عندما يتلفظ مسئول رفيع المستوى في وزارة الدفاع بعبارات كتلك فانه يهدم كافة القيم التي رغبت الإدارة الأميركية في ترسيخها من وراء تلك الحرب. الدليل أن التقرير لم يشر سوى الى إخفاق بويكن في مراجعة تقريره مع سلطات وزارة الدفاع البنتاجون العليا، بالإضافة إلى فشله في الإشارة الى ان تلك التصريحات تعكس رؤيته الشخصية ولا تمس الإدارة الأميركية ولا نهجها من قريب أو بعيد. المهم أن ما جاء في التقرير قد يكون صوابا، غير انه أخفق في أن يوضح لب القضية للرئيس بوش ورامسفيلد.