رفضت إيران مرة جديدة التعليق التام لتخصيب اليورانيوم، متجاهلة عرض "الفرصة الأخيرة" الأوروبي، والذي حاول إغراءها بمساعدتها في برامجها التكنولوجية النووية المدنية والتوصل إلى اتفاق تجاري معها، في مقابل تخليها عن برامج الوقود النووي إلى الأبد. راجع ص 8 وجاء الموقف الايراني قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر في 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، والذي سينتهي بفرض عقوبات على إيران في حال تعنتها. وبعد جولة ثانية من المحادثات جرت مع مفاوضين ألمان وفرنسيين وبريطانيين في مقر بعثة فرنسا لدى المنظمات الدولية في فيينا أمس، قال سيروس ناصري أحد أعضاء الوفد الإيراني المفاوض: "لن نقبل بتعليق كامل للتخصيب تحت أي ظرف". غير أن ناصري أكد أن بلاده ستستمر في العمل للتوصل الى اتفاق مع الأوروبيين. وقال: "إننا نتفاوض ونحاول التوصل الى اتفاق. والاجتماع المقبل سيكون في وقت قريب". وعلى رغم ذلك، وصف المصدر الإيراني المحادثات ب"البناءة جداً"، مبدياً تفاؤله في التوصل إلى اتفاق. وفي لندن، قال ناطق باسم الخارجية البريطانية إنه "تم إحراز بعض التقدم في تحديد العناصر المتفق عليها بين الطرفين في هذا الموضوع، ووافق الطرفان على الاجتماع في وقت قريب". وفي طهران، تحدث حسين موسويان أحد المسؤولين الايرانيين في المفاوضات عن "احراز بعض التقدم"، مشيراً الى تنظيم "لقاء ثان في وقت قريب"، مؤكداً أنه "في ما يتعلق بتعليق نشاط تخصيب اليورانيوم كتدبير للثقة لم نعط بعد جوابنا النهائي". وقدم عدد من النواب المحافظين الذين يسيطرون على البرلمان الإيراني أول من أمس، مشروع قانون يلزم الحكومة باستئناف تخصيب اليورانيوم ووقف زيارات المفتشين الدوليين المفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية. إلى ذلك، أعلن مسؤول في مصنع أراك لانتاج المياه الثقيلة والمفاعل بالمياه الثقيلة في جنوب غربي طهران، ان المصنع سيبدأ عمله في غضون شهر. ومن شأن هذا المفاعل، بحسب الخبراء، تأمين التقنية اللازمة لايران لانتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري، على عكس مفاعلات المياه الخفيفة التي لا تصلح للاستخدام العسكري.