تتزايد الحاجة عربياً الى معجم موسوعي يعين على فهم مصطلحات المعلوماتية ومفاهيمها، وجلها نشأ في حضن اللغة الانكليزية تحديداً. وذلك ما حاول الدكتور سليم ابراهيم الحسنية تلبيته بتأليف وإعداد معجم موسوعي للمفاهيم والمصطلحات، أطلق عليه أسم "المُنَمّي"، وهو أول معجم يسعى لترجمة مفاهيم ومصطلحات نظم المعلوماتية وشرحها. ويشتمل على شرح وافٍ للمفاهيم والنظم الرقمية ذات العلاقة بالمعدات والبيانات والبرمجيات والإجراءات وبروتوكولات الإنترنت وغيرها. ويحتوي على شروح لأكثر من 13000 مصطلح، منسقة في نحو 6500 مدخل رئيس. البداية من العمل الاكاديمي خلال فترة تدريسه علوم الإدارة،لاحظ الحسنية، ان الطلبة وأساتذتهم في أحيان كثيرة، يتحدثون حتى داخل المحاضرات الرسمية، بلغة "نصف" عربية، أو نصف إنكليزية. وتجري على السنتهم جملاً مثل "يتألف الهارد وير من كذا وكذا، والسوفت وير... حرك الماوس، ادخل الديسك...الخ. فوضع نصب عينيه تأليف كتاب في نظم المعلومات لا يستخدم إلا المصطلحات العربية. ثم اخذ يجمع المصطلحات المتناثرة في الكتب الإنكليزية الأكاديمية عن نظم المعلومات. ووصل العدد الى نحو ثلاثة آلاف صفحة لمصطلحات جمعت من نحو خمسين مرجعاً. ثم راجع كتب نظم المعلومات العربية المترجمة والمؤلفة، وبخاصة الكتب الأكاديمية، واستخرج منها المُقابِلات العربية. ووجد إن معظم المصطلحات المدرجة فيها تتسم بأنها مصطلحات "عامة"، بمعنى انها دارجة على السنة المتخصصين والمستخدمين، وكذلك فأن الكتب الأجنبية لا تعطيها تعريفاً بارزاً. ويقول المؤلف ان مصطلحاً مثل انترنت internet يعد من أكثر المصطلحات شيوعاً في عقد التسعينات، لكنه، كالكثير من المصطلحات الاخرى، لم يدرج في المعاجم والقواميس الحديثة. ويذكر الامر، في رأيه، بفداحة تأخرنا في العمل المعجمي "إذا ما قورن مع نظيره الغربي، حيث تتفرغ مؤسسات متخصصة في رصد المصطلحات وإدراجها في المعاجم العامة والمتخصصة". ويميز "المُنَمّي" التقاطه لمصطلحاته مباشرة من مصادرها الأم، وليس من المعاجم المتداولة. فقد أدرج في متنه معظم المصطلحات الاساسية في نظم المعلومات، وخصوصاً التي وردت في الكتب الأكاديمية. وقد تقيّد المعجم بتوصيات مجامع اللغة العربية، في ما يخص استعمال ما جاء في التراث العربي، من مصطلحات عربية أو معربة. وكذلك إلحاق كل مصطلح بتعريف موجز دقيق يبين دلالته العلمية، اضافة الى تفضيل وضع مصطلح واحد للمعنى العلمي الواحد، واستخدام المترادفات عند الضرورة، وأخيراً استعمال الكتابة العربية للفظ الاجنبي عند الحاجة، وخصوصاً في المصطلحات ذات الصبغة العالمية. وادرج الحسنية شروحاً للمصطلحات، بنصها الأجنبي حفاظاً على سياقاتها اللغوية والثقافية والعلمية. واعتمد في اختيار المداخل "على التعاريف الإنكليزية الواردة، في أمهات الكتب الأكاديمية والعلمية الحديثة، وخصوصاً منذ منتصف التسعينات... واستبعدنا الكتب المتخصصة جداً". لا يعرض معجم "المُنَمّي"، مصطلحات معجمية فحسب، "بل يقدم مفاهيم وأفكاراً جديدة، ومعظمها مبتكر في مجال نظم المعلومات، وبالتالي فالمداخل هي شرح لمفاهيم ونظريات وتعابير اصطلاحية في نظم المعلومات... وتوضح مباشرة الموضوع المتعلق بها بمفردات... وهذا ما يميز المنمي عن غيره".