نشرت "الحياة" في عدد 14 أيلول/ سبتمبر مقالاً للكاتب سعد الدين إبراهيم، تحت عنوان "هل العربُ عنصريون؟". وأجاب الكاتب عن هذا السوال في آخر مقاله، وقال: "لقد حان الأوان لمواجهة الذات العربية الجماعية العنصرية، توطئة للتخلص من تلك العنصرية البغيضة". وقد استند الكاتب فيما ذهب إليه من اتهام العرب بالعنصرية في شكل رئيسي الى حادث ذبح وقتل اثني عشر شخصاً من نيبال في العراق، على يد جماعة "جيش أنصار السنّة"، كشاهد ودليل على عنصرية العرب. وردي هو: أولاً، تذكر ان العراق بلد مُحتل، وأن حال العراق بعد الاحتلال اختلف تماماً عن حاله قبل الاحتلال. ثانياً، ان حادثة واحدة مثل هذه التي يستند اليها الكاتب سعد الدين ابراهيم لإثبات ان العرب عنصريون، غير كافية أبداً لإثبات هذه التهمة المُجحفة بحق العرب والعراقيين. ثالثاً، هل الكاتب سعد الدين ابراهيم واثق تماماً أن هؤلاء النيباليين الاثني عشر انما هم مجرد "طهاة" في مطعم يملكه مواطن أردني من العراق؟ أم انهم كانوا يعملون طهاة في احدى القواعد الأميركية؟ ثم العراق بلد محتل يعاني من بطالة عمالية تزيد على 60 في المئة من القوى العاملة، ناهيك عن الحرب، وما أدراك ما الحرب! ومع كل ذلك يأتي أناس من خارج العراق للعمل فيه، في الوقت الذي لا يجدُ أهل العراق أعمالاً أو وظائف شاغرة، وهم بذلك أي الأجانب انما يزيدون من معاناة العراقيين فوق معاناتهم الأصلية والعظمى ألا وهي الاحتلال الأجنبي لبلادهم. ولو نظرت في التاريخ، وفي هذا العصر، وأنعمت النظر لوجدت ان العرب أكثر شعوب الأرض في التسامح مع غيرهم من الشعوب، ما داموا لا ينالون من دينهم أو عقيدتهم أو كرامتهم. سجن إيه دي إكس الفيديرالي كولورادو - محمد أمين سلامة