تشهد السوق العراقية ارتفاعاً ملحوظاً في الاسعار منذ بداية رمضان، وتحديداً في اسعار المواد الغذائية والفواكه والخضر واللحوم والالبان والحلويات، على رغم استمرار تدفق المواد الاساسية من رز وسكر وشاي وطحين عبر الحصة الشهرية للبطاقة التموينية. ويأتي ارتفاع الاسعار مع شحة في الوقود وتذبذب عمليات نقل الخضر والفواكه بين المحافظات وتلكؤ عمليات الاستيراد بسبب الوضع الامني. ويلاحظ ان الاسعار ترتبط بشكل او بآخر بنهاية الموسم الصيفي حيث انخفضت اسعار المحاصيل الزراعية الصيفية مقابل ارتفاع مثيلاتها الشتوية. وكذلك شهدت اسعار الرز والشاي والزيت ارتفاعاً طفيفاً، ووصل سعر الكلغ الواحد من الرز العراقي إلى 450 ديناراً بعدما كان يُباع ب 400 دينار، وبلغ سعر الكلغ الواحد من الشاي 750 ديناراً بعدما كان يُعرض ب 700 دينار ويراوح سعر علبة زيت الطعام زنة 15 كلغ بين 12 و13 الف دينار عراقي بعدما كان مطروحاً بسعر 11 الف دينار، وسجلت أسعار الطحين والسكر ارتفاعاً اعلى قياساً بالشهور السابقة لا سيما مع اعتماد المائدة الرمضانية العراقية على الحلويات في وجبتي الفطور والسحور، ووصل سعر كلغ الطحين العراقي إلى 500 دينار، بينما يُعرض السكر بسعر 450 ديناراً للكلغ الواحد. ويأتي ارتفاع اسعار مادتي الطحين والسكر بسبب الطلب المتزايد لاصحاب معامل ومحال صناعة الحلويات، حيث وصل سعر كلغ الحلاوة الرمضانية إلى الف دينار عراقي، وتضاعف سعر البقلاوة العراقية مع تزايد طلبات الشراء عليها. ويقول محمود خالد، صاحب محل"الشهد"لبيع الحلويات ان أسعار الحلويات تضاعفت بعد ارتفاع اسعار المواد الأولية لصناعتها السكر والطحين مشيراً إلى ان عدداً من اصحاب المحال يطرح"الحلويات"مادة اساسية في رمضان، وعمد بعض العاملين إلى بيعها في عرباتهم الجوالة في الازقة والشوارع. وارتفعت اسعار لحوم إلى خمسة آلاف دينار للكلغ وكذلك للحم الغنم العراقي، اما سعر كلغ لحم الدجاج المستورد فقد بلغ 1750 ديناراً. وتذبذبت اسعار الفواكه والخضار لا سيما مع انتهاء الموسم الصيفي وتغاضي غالبية الاسر عن الفواكه في رمضان واستبدالها بالحلويات. ويقول التاجر سلمان خطيب:"ترتفع اسعار المواد الغذائية تدريجاً في رمضان حتى ايام العيد ثم تبدأ في الانخفاض بعده إلى ان تستقر بعد ذلك عند مستويات ثابتة. ويعزو هذا التذبذب إلى تزايد الطلب على مواد، فيما يسود الكساد مواد أخرى لانعدام الطلب عليها، اذ يعمد التجار إلى رفع اسعار المواد التي يتزايد الطلب عليها لتعويض الخسائر الناجمة عن بيع المواد التي يقل الطلب عليها في رمضان باسعار مخفضة". ويشير التاجر نبيل موسى إلى ان سعر كلغ اللبن"الزبادي"، الذي يشكل مع التمر الوجبة الاساسية، يرتفع إلى 400 دينار بعدما كان يُباع بمئة دينار قبل رمضان، فيما تبقى اسعار الوجبات والمعلبات الجاهزة محافظة على اسعارها في محاولة لجذب ربات البيوت العراقيات اللواتي اعتدن طبخ الطعام بأنفسهن، ويحاول اصحاب السوبرماركت الكبيرة بيع اكبر كمية ممكنة من هذه السلع حتى ولو بربح ضئيل تفادياً للخسارة. وتختلف الاسعار ايضاً بحسب محافظاتالعراق وبحسب الوجبة الاساس لكل محافظة في مائدة رمضان، ففي حين تعتمد العائلة البغدادية على الرز، تفضل العائلة البصراوية السمك المشوي الذي يرتفع سعره في وسط العراق فيما يُباع بأثمان مخفضة في جنوبه.