يشير المهندس وليد حنو، الذي يعمل في تجارة المولدات الكهربائية في العراق، إلى ان"عدم كفاءة الشبكة الكهربائية"وقدرتها على سد حاجات استهلاك المواطنين من الطاقة، أديا إلى انتشار ما يزيد على مليون مولد كهربائي تعمل حالياً على تلبية حاجات المعامل الأهلية والمحلات المختلفة ودور السكن، نتيجة النقص في الكهرباء. وقال انه في زمن النظام السابق كان"لا يُسمح باستخدام المولدات الكهربائية على النحو الذي هو عليه الآن من انتشار"، وذلك لأسباب عدة، أهمها تشويهها معالم المناطق السكنية والشوارع، نتيجة مد أسلاك المولدات الكهربائية بشكل غير نظامي، بالإضافة إلى مخاطرها. إلا ان ظروف ما بعد الحرب سمحت بانتشار هذه المولدات"بشكل واسع"بسبب الحاجة المتزايدة للطاقة. وتساءل المهندس حنو:"إلى متى سيتم الاعتماد على المولدات الكهربائية في تأمين قسم مهم من حاجات المواطنين للكهرباء"، خصوصاً وان العراق كان منذ فترة باستطاعته تجاوز مشاكل الشبكة الكهربائية. لكنه أضاف ان"ظروف ما بعد الحرب والمتعلقة بالأمن والتخريب المستمرين للشبكة"تحول دون اتمام مهمة استكمال هدف تحسين الطاقة في العراق. من جهته، يقول المهندس احمد سامي الذي يعمل في إحدى محطات الطاقة الكهربائية الرئيسية في بغداد، ان أعمال التخريب والسرقة التي تتعرض لها الشبكة الوطنية وتشمل سرقة كابلاتها ومعداتها التي تربط بين المحافظات،"كان لها التأثير في تحجيم قدرة الشبكة على الاداء الأفضل". وأشار إلى انه على رغم المصاعب المالية والأمنية، إلا ان وزارة الكهرباء حاولت أن تنهض بجزء كبير من واجباتها، لكنها لم تكن كافية لتوليد الطاقة التي يحتاجها المواطن، ما دفعه إلى البحث عن البدائل التي يجدها في المولدات الكهربائية. يُشار إلى ان سوق المولدات في بغداد نشطة وتتنوع فيها المولدات وفق مستوى طاقاتها وأسعارها ومناشئها. ففي شارع سلطان علي مثلاً، تتوافر مولدات من مناشئ عدة، مع العلم ان عدم انتظام الطاقة الكهربائية وانحسار الأمل في تحسنها ساهما في رفع الأسعار إلى أرقام ملفتة. غير ان المواطن مضطر إلى دفع المبلغ المطلوب. والمولدات الصينية هي"الشائعة والأكثر مبيعاً"في السوق العراقية، بسبب أسعارها المناسبة قياساً إلى مثيلاتها اليابانية والألمانية والأميركية والايطالية. ويتجاوز سعر المولد الايطالي سعر أي مولد مشابه له، في حين ان المولد الصيني المنشأ يُباع بسعر دون الألف دولار. وهكذا الحال بالنسبة للمولدات الاخرى، حيث يبقى المولد الصيني سيد الموقف من حيث السعر المنخفض، على رغم تدني ادائه وكثرة أعطاله. ومن الأسباب التي رفعت أسعار المولدات، الاستخدام التجاري لها من قِبل المواطنين، الذين عمد بعضهم إلى شراء مولدات بحجم طاقة قادرة على تأمين المستهلكين بأسعار محدّدة، ما جذب عدد كبير من العائلات لسد حاجتها من الطاقة، في ظل استمرار تدهور الشبكة الوطنية، على رغم ما يعلنه المسؤولون من احتمال تحسنها في وقت قريب. ويستنتج المراقبون انه هكذا تصبح تجارة المولدات الكهربائية في العراق"رائجة وقادرة على امتصاص تذمر المواطنين"، على رغم المشاكل والمعوقات التي تواجه عملها، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود وشحته وضعف الصيانة مع ارتفاع أجورها. إلا انها تبقى تجارة رابحة على حساب تفاقم مشاكل المواطن المتزايدة يوماً بعد يوم.