في الوقت الذي تشهد فيه مدينة عدن عددا من العمليات الإرهابية التي تشتد وطأتها فيها وسقط على إثرها العشرات من الشهداء والجرحى ، ليعيش أبناؤها على إثرها حياة مريرة ممزوجة برعب وألم نيران العبوات الناسفة والمفخخات المتفجرة للعناصر الإرهابية ، تتفاقم معاناة أبناء هذه المحافظة الذين يكتوون هذه الأيام بنيران حرارة الصيف الملتهبة في ظل انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، ما دفع بعدد من أبناء العاصمة المؤقتة للخروج في مسيرات احتجاجية لم تخل من أعمال شغب وتخريب ، وهو ما دفع بقيادة الشرعية إلى الإسراع في اتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة للتخفيف من معاناة الناس وإعادة الأمل إليهم من جديد بعد أن كاد تردي الأوضاع الأمنية وسوء الخدمات الأساسية أن يعصف بما تحقق للمحافظة من مكاسب وإنجازات منذ تحريرها من الميليشيا الانقلابية وعودة الحياة الطبيعية إليها.. أبناء محافظة عدن يعيشون اليوم بلا كهرباء في معاناة ملتهبة تعيشها المدينة لأول مرة بانقطاع التيار لساعات طويلة . عدد من أبناء عدن أكدوا أن الكهرباء لا تصلهم سوى ثلاث ساعات في اليوم والليلة مما يجعلهم يعيشون وضعا إنسانيا سيئا. طلاب المدارس يتلقون دروسهم في فصول مغلقة تكاد شدة حرارة الصيف أن تفقدهم الوعي والتركيز ، لتعدو مسألة تحصيلهم العلمي واستيعابهم للدروس في هذه الأجواء أمر عبثي على حد وصف بعضهم . عدد من أقسام الطوارئ بمستشفيات محافظة عدن استقبلت خلال الأيام الماضية العشرات من المواطنين المصابين بالإعياء وارتفاع الضغط الناجم عن ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء ، وذكر مصدر طبي بأن أقسام الطوارئ بعدة مستشفيات استقبلت خلال 48 ساعة العشرات من المواطنين من كبار السن والعجزة وبعض الشباب والأطفال والنساء المصابين بالإعياء وارتفاع في الضغط وقلة النوم بسبب انقطاع الكهرباء عن مختلف مديريات المحافظة عدن . إدارة قيادة السلطة المحلية بعدن أصدرت بيانا بخصوص انقطاع الكهرباء بالمحافظة قالت فيه إنها تواصلت مع القيادة السياسية والحكومة ، ووضعتهم في صورة ما تمر به عدن ويكابده أهلها جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي ، مؤكدة أنها تتابع وتعايش الظروف الاستثنائية التي تمر بعدن، وما يعانيه أبناؤها من متاعب تفاقمت مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة ، بالتزامن مع زيادة حجم العجز في توليد الطاقة بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية وخروج بعض المولدات عن الخدمة، ما أدى إلى زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن منازل المواطنين. وقالت إن قيادة المحافظة بذلت جهودا مضاعفة للتخفيف من هذه المعاناة التي نعيشها معهم وأسوة بهم، وسعيا منا لانتشال واقع الكهرباء المتردي بفعل قدم وتهالك شبكة التوزيع المنتهية الصلاحية منذ سنوات طويلة، والذي ازدادت خدماته ضعفا بفعل ما لحق بالبنية التحتية لهذا القطاع من دمار هائل إثر الحرب التي شنها الغزاة القادمون من كهوف مران على عدن. ومع ذلك شهدت مدينة عدن قبل أيام ،احتجاجات شعبية في عدة أحياء طالبت السلطات المحلية بضرورة توفير التيار الكهربائي المستمر مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وخلال تلك الاحتجاجات قتل اثنان من المتظاهرين، إثر محاولة تفريق المحتجين على انقطاع التيار الكهربائي في مديرية المنصورة وسط مدينة عدن. مدير عام مؤسسة الكهرباء في عدن «مجيب الشعبي» أعلن في وقت لاحق تقديم استقالته، وقال في مؤتمر صحفي إن إشكالية الكهرباء ، تكمن في ارتباطها المالي حتى اللحظة بالعاصمة صنعاء، وكذا عجز المؤسسة عن توفير الموارد التشغيلية ، وهو ما أكده رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، ، بقوله إن الانقلابيين في صنعاء قد أوقفوا تحويل الأموال الخاصة بالموازنات التشغيلية للطاقة الكهربائية بشكل نهائي في المحافظات الساحلية، منوهاً إلى أن مؤسسات إنتاج الطاقة تعاني منذ سنوات طويلة من تدهور متسارع وعدم وصيانة وغياب التنمية التي تواكب الحاجة المتزايدة للطاقة الكهربائية. وأكد رئيس الوزراء على مساعي الحكومة الحثيثة لحل مشكلة الانقطاعات الكهربائية التي تشهدها مدينة عدن، وأنه بدأت تلوح في الأفق انفراجة هذه الأزمة وسيتم احتواؤها في قادم الأيام . وزير الكهرباء المهندس عبدالله الأكوع أعلن أن المولدات التي ستقدمها الإمارات لمحافظة عدن ستصل قبيل شهر رمضان المبارك لسد العجز في الطاقة الكهربائية وإنهاء معاناة محافظة عدن وخاصة في فصل الصيف.. وقال وزير الكهرباء إن المبعوث الخاص لسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي أبلغه في اتصال هاتفي ، بقرب موعد وصول مولدات الكهرباء العاجلة لمحافظة عدن. محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي أكد في مؤتمر صحفي - عقده عقب الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة - أن السلطة المحلية في المحافظة تبذل كل جهودها لحل المشكلات التي تعيق تقديم الخدمات للمواطنين ومنها مشكلة الكهرباء.. ودعا المواطنين الى الابتعاد عن أعمال الشغب والعنف والتعبير عن مطالبهم بالطرق الحضارية السلمية.. واستنكر ما تخلل المظاهرات الاحتجاجية بسبب الكهرباء من أعمال شغب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة وتعطيل مصالح الناس من خلال قطع الطرقات والاعتداء على رجال الأمن معللا أسباب انقطاعات الكهرباء بعدن إلى الوضع الذي تعيشيه المؤسسات والمرافق الحكومية بعدن وكذا شركة النفط ومصافي عدن ومكتب المالية الناتج عن أن المليشيات الانقلابية أوقفت صرف المبالغ المخصصة لتشغيل تلك المرافق . وأكد محافظ عدن أن التواصل مستمر مع الحكومة لإيجاد حلول سريعة للكثير من القطاعات الخدمية خاصة الكهرباء. مواطنين عبروا عن أسفهم لما تشهده محافظة عدن من تردي في الخدمات الاساسية ومنها انقطاع الكهرباء التى تعد عصب الحياة ، مطالبين السلطة المحلية والحكومة الشرعية سرعة إيجاد الحلول الجذرية لهذه المشاكل حتى لا تستمر المعاناة.