يقلل خبراء من شأن التفاؤل الذي يبديه الرئيس جورج بوش حول نجاح الضربات التي الحقتها ادارته بتنظيم "القاعدة"، ويؤكدون ان مسؤولي التنظيم الذين اعتقلوا منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر حلّ آخرون محلهم. وأكد بوش خلال آخر مناظرة تلفزيونية الاربعاء الماضي مع منافسه الديموقراطي جون كيري: "نحرز تقدماً. ثلاثة ارباع قادة القاعدة احيلوا الى القضاء". لكن ملفين غودمان الخبير في مركز السياسة الدولية في واشنطن يقول ان "الرئيس يطلق ارقاماً في الهواء في حين ان اجهزة الاستخبارات لا تعرف سوى القليل" عن مسؤولي "القاعدة". ويضيف ان اجهزة مكافحة الارهاب الاميركية "غير اكيدة حتى من العدد الحالي لأعضاء التنظيم". ولم يشكك كيري في الرقم الذي قدمه بوش مفضلاً المزايدة في شأن ملاحقة الارهابيين قائلاً: "سنتعقبهم ونقتلهم، سنمسك بهم". ويقول فنسنت كانسترارو مستشار شؤون الامن والمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي انه "تم على الارجح القضاء على 75 في المئة من القيادات الموثقة اسماؤها لدى اجهزة الاستخبارات قبل اعتداءات ايلول. لكن هؤلاء تم استبدالهم. لقد تمكن التنظيم من جذب مجندين جدد منذ ذلك الحين ولا سيما بعد الحرب على العراق". ويضيف ان "القاعدة" تنظيم "متشعب ومبعثر اكثر من قبل وهناك على الارجح عدد اقل من مراكز القيادة لأن الظواهري وأسامة بن لادن مختبئان ... وهذا يجعل سيطرتهما على المنظمة اكثر صعوبة. هناك على الارجح تكليف بالقيادة على مستوى ادنى لكن من غير الصحيح القول ان 75 في المئة من قادة القاعدة اختفوا". وعندما تحدث عن "75 في المئة" كان بوش يريد ان يقول انه يمكن بهذه الطريقة قياس النجاح المحرز في الحرب على "القاعدة". لكن، بحسب كانيسترارو، "فان العملية ليست عملية ميكانيكية. هؤلاء الاشخاص يأتون من بيئة تساهم اعمالنا في ادامتها وفي خلق ارهابيين جدد".