للعام الخامس على التوالي، منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى مدينة القدس للصلاة في المسجد الاقصى وقبة الصخرة في اول جمعة من شهر رمضان الكريم. وبسبب القيود الاسرائيلية، لم يتمكن سوى 30 الف مصل من الصلاة في الاقصى، علما ان هذا العدد كان يصل في السابق الى نصف مليون مصل في ايام الجمعة. راجع ص 4 وبعد زوبعة افتعلتها عشية حلول رمضان عن احتمال "انهيار المصلى المرواني" أسفل الحرم القدسي الشريف من اجل منع المصلين من الوصول الى الاقصى، اوحت اسرائيل بأنها تراجعت عن تحديد عدد المصلين ب 50 الف مصل فقط، كما اعلنت سلسلة من القيود "الجديدة"، منها السماح فقط لمن هم فوق سن الستين من فلسطينيي الضفة بدخول القدس، من دون اي ذكر للمواطنين في قطاع غزة الذين لم يزوروا المدينة المقدسة منذ اكثر من خمس سنوات. غير ان المشهد اليومي الفلسطيني لم يتغير صباح امس الذي صادف اول جمعة في رمضان، بل ازداد قسوة ضد من يحاول اجتياز الحواجز العسكرية التي تحيط بالقدس من الجهات كافة وتشكل سلسلة من "الاطواق" تبدأ عند مداخل القدسالشرقية، مرورا بالحواجز المقامة على شوارع المدينة الداخلية، وحتى ابواب البلدة القديمة، انتهاء بعتبات بوابات المسجد الاقصى وقبة الصخرة حيث يفحص افراد الشرطة والجنود بطاقات الهوية ويقفون بالمرصاد لمن نجح في الاحتيال على الحواجز السابقة، قبل اعتقاله او اعادته من حيث اتى من دون السماح له بالصلاة. وتدافع الفلسطينيون من قرى القدس وضواحيها عبر شوارع ترابية للالتفاف على الحواجز العسكرية لاداء الصلاة في الاقصى، غير ان دوريات الاحتلال طاردتهم واطلقت عليهم العيارات النارية والقنابل الصوتية، قبل ان ترغمهم على العودة من حيث أتوا. وقال عجوز فلسطيني تجاوز الثمانين من العمر من رام الله: "سمعت في الاخبار انهم يسمحون لمن هم فوق الستين من العمر بدخول الاقصى، لكنهم أعادوني من حاجز قلنديا العسكرية، ولم تنفع بطاقة هويتي ولا سنة 1922 التي ولدت فيها لاقناع الجنود بالسماح لي بالمرور. في كل عام يمنعونني من الدخول. العالم يتفرج بينما تمارس اسرائيل التي اقيمت بسبب الاضطهاد الديني، ابشع انواع الاضطهاد الديني على الاطلاق. انها تمنعنا من الوصل الى امكاننا المقدسة واداء الصلاة فيها. وهذا ليس جديداً ولا طارئاً، انه مستمر حتى في ظل اتفاقات اوسلو". ونتيجة للقيود والعراقيل الاسرائيلية، لم يتمكن سوى 30 الف فلسطيني فقط من الصلاة في الحرم القدسي، حسب تقديرات الاوقاف الاسلامية، ما يشير الى ان عدد المصلين انخفض الى العٌشر وسجل ادنى مستوى له في 5 اعوام، علما ان عدد المصلين في الاقصى في العادة كان يصل بين ربع الى نصف مليون فلسطيني. واصدر مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ عكرمة صبري في خطبة الجمعة فتوى اعتبر فيها ان "من يستطيع الوصول الى الاقصى ولم يأت اليه، يكون آثما".