أدى حوالى ربع مليون فلسطيني أمس صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان الكريم في المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة. وتداعى المصلون، الذين سمحت لهم السلطات الإسرائيلية بالدخول إلى القدس، من أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل. وأعلنت السلطات الإسرائيلية السماح فقط ل300 مصل من قطاع غزة بدخول القدس للصلاة، وفرضت قيوداً على سكان الضفة، منها الحصول على تصريح مسبق للنساء تحت سن الثلاثين عاماً، والرجال تحت سن الخمسين. وقال سدنة المسجد أن آلاف المصلين وصلوا إلى المسجد منذ يوم الخميس، وأقاموا فيه حتى بعد ظهر الجمعة. ونشرت الشرطة الإسرائيلية الآلاف من عناصرها في أنحاء القدس، خصوصاً البلدة القديمة، منذ ساعات الصباح الأولى، وسيّرت دوريات عسكرية راجلة ومحمولة وخيالة، ونصبت منطاداً فوق المسجد. وشملت الإجراءات الأمنية الإسرائيلية تحليق مروحية عسكرية في سماء المدينة لرصد حركة المصلين في الطرق المؤدية إلى المسجد منذ ساعات الصباح. وقال مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب أن عدد الذين أدوا صلاة الجمعة بلغ حوالى 250 ألفاً. وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة: «إن زحف المسلمين إلى الأقصى يرسل رسالة للأمة الإسلامية بأنكم مرابطون في الأقصى رغم الصعاب والظروف التي تعيشون بها، وأنتم في طليعة من يحافظ على القدس ومقدساتها». وأضاف: «المسجد الأقصى عقيدة راسخة لدى المسلمين منذ حادثة الإسراء والمعراج، ولا يقبل القسمة على اثنين». وتابع: «إن الله يضاعف الثواب في الأقصى، فهو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهذا المسجد سيبقى إسلامياً رغم القيود والحواجز والجدار العازل الذي أقامه الاحتلال حول مدينة القدس». وحذر من دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة التي تدعو إلى تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، ومطالبتهم العلنية بمنع المسلمين من الدخول إلى الأقصى خلال الأعياد اليهودية، مطالباً المصلين بالرباط في المسجد بصورة دائمة.