فيما بدت الخيارات المتاحة لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون لتشكيل ائتلاف حكومي جديد بديل لحكومته الحالية خيارات صعبة، ما يرجح اضطراره الى تبكير موعد الانتخابات العامة، تمكنت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس من أسر مسؤول عسكري كبير في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في مدينة الخليل. راجع ص 4 و5. وبدأت العملية العسكرية لايقاع عماد القواسمي الذي تتهمه اسرائيل بالتخطيط لعملية بئر السبع التي قتل فيها 16 اسرائيلياً قبل شهر ونصف شهر في ساعات الفجر الأولى بتحليق مروحيات "اباتشي" عسكرية في سماء مدينة الخليل قبل ان تحاصر قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي منزل أحد انسباء القواسمي حيث كان يختبئ لمدة ساعتين هدمت خلالها اجزاءً كبيرةً من المنزل قبل خروج القواسمي مع ساعات الصباح الأولى رافعاً يديه ومسلّماً نفسه للجنود الاسرائيليين. وكانت اجهزة الامن وقوات الاحتلال الاسرائيلية تلاحق القواسمي منذ أربع سنوات. وعلى الصعيد السياسي الاسرائيلي، عززت أجواء الانقسام التي تخيم على حزب "ليكود" الحاكم في اعقاب تصعيد التلاسن الكلامي بين زعيمه شارون و"مجموعة المتمردين" التي تقود حملة على خطته للانفصال الأحادي الجانب من غزة، احتمالات تبكيره موعد الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر العام 2006 وسط تساؤلات عن اسم زعيم "ليكود" الذي سيخوض هذه الانتخابات: شارون أم خصمه وزير المال بنيامين نتانياهو. وشهد ليل أول من امس، الطلقة الأولى في الحرب التي أعلنها شارون على "المتمردين" في حزبه، حين استثناهم من اجتماعه مع نواب ليكود الذين صوتوا الى جانب بيانه السياسي في الكنيست الاثنين الماضي. وقال شارون في الاجتماع انه يفضل ائتلافاً مع حزب "العمل" على الذهاب الى انتخابات "ليس خوفاً من نتائجها انما لأن لا لزوم لها". ويرى معلقون أن الخيارات المتاحة امام شارون كلها سيئة. اذ ان ضم "العمل" الى توليفته الحكومية يحتاج الى تصديق اللجنة المركزية للحزب التي سبق ان رفضت قبل اشهر فكرة كهذه. اما ضم المتدينين المتشددين "الحريديم" فيعني تنازل شارون عن حليفه الأساسي في الحكومة الحالية حزب "شينوي" العلماني بقيادة لبيد، مع ان أحداً لا يضمن ان يصوت "الحريديم" الى جانب خطة الفصل حتى مقابل اغداق الموارد المالية عليه. ولا يبدو تشكيل حكومة علمانية ليكود - شينوي - العمل أمراً واقعياً حيال موقف غالبية أعضاء ليكود ضد فك "التحالف التاريخي" بين الحزب والمتدينين. ولا تعتبر مبادرة شارون الى تبكير الانتخابات عبر التوجه الى الرئيس الاسرائيلي بكتاب استقالة واقعية أيضاً لعلم شارون ان نواب ليكود سيفضلون تتويج نتانياهو زعيماً للحزب على الذهاب الى انتخابات جديدة.